كتاب نفح الأزهار في منتخبات الأشعار

دنف يجود بنفسه حتى لقد ... أمسى ضعيفاً أن يجود بنفسه
للبحتري

بات نديماً لي حتى الصباح ... أغيد مجدول مكان الوشاح
كأنما يضحك عن لؤلؤ ... منضد أو برد أو أقاح
بت أفديه ولا أرعوي ... لنهي ناه عنه أو لحي لاح
أمزج كأسي بجنى ريقه ... وإنما أمزج راحاً براح
وله

روحي وروحك مضمومان في جسد ... يا من رأى جسداً قد ضم روحين
يا باعث السحر من طرف يقلبه ... هاروت لا تسقني خمراً بكأسين
ويا محرك عينيه ليقتلني ... إني أخاف عليك العين من عيني
ليزيد بن معاوية

نالت على يدها ما لم تنله يدي ... نقشاً على معصم أوهت به جلدي
كأنه طرق نمل في أناملها ... أو روضة رصعتها السحب بالبرد
خافت على يدها من نبل مقلتها ... فألبست زندها درعاً من الزرد
إنسية لو رأتها الشمس ما طلعت ... من بعد رؤيتها يوماً على أحد
سألتها الوصل قالت لا تغر بنا ... من رام منا وصالاً مات بالكمد
فكم قتيل لنا في الحب مات جوى ... من الغرام فلم يبدئ ولم يعد
فقلت أستغفر الرحمن من زلل ... إن المحب قليل الصبر والجلد
قد خلفتني طريحاً وهي قائلة ... تأملوا كيف فعل الظبي بالأسد

الصفحة 17