كتاب نظرة تاريخية في حدوث المذاهب الفقهية الأربعة

وذكر المقدسي في " أحسن التقاسيم ": أن الفقهاء بإقليم الشام في زمنه - أي في القرن الرابع - كانوا شافعية (¬1)، قال: «وَلاَ نَرَى بِهِ مَالِكِيًّا وَلاَ دَاوُدِيًّا».

وفي " طبقات السبكي " و" الإعلان بالتوبيخ " للسخاوي أن المذهب انتشر فيما وراء النهر بمحمد بن إسماعيل القفال الكبير الشاشي (¬2)، وتوفي سنة 365 هـ. وذكر المقدسي أنه كان الغالب على كثير من البلدان في إقليم المشرق، ككورة الشاش (¬3) وإبلاق وطوس وَنَسَا وأبيورد وغيرها.

وفي هراة وسجستان وَسَرْخَسْ كانت تقع فيها عصبيات بين الشافعية والحنفية، تُرَاقُ فيها الدماء ويدخل بينهم السلطان.

وذكر عن إقليم الدَّيْلَمِ أن أهل قومسي وأكثر أهل جُرْجَانَ، وبعض طَبَرِسْتَانْ، كانوا حنفية، والباقون حنابلة وشافعية، وكان لا يرى ببيار صاحب حديث إلا شافعيًا.

وذكر عن إقليم «القور» الذي هو من بلاد الموصل وآمد ... الخ، انتشار الحنفي والشافعي فيه قال: وفيه حنابلة. وذكر أن الشافعي كان الغالب على إقليم كَرْمَانْ.
¬__________
(¬1) في الأصل: (وكانوا شافعية)، وهو خطأ، والصواب ما أثبتناه. اهـ. الناشر.
(¬2) في الأصل: (الشاسي)، وهو خطأ، والصواب ما أثبتناه. اهـ. الناشر.
(¬3) في الأصل: (الشاس)، وهو خطأ في الأصل، والصواب ما أثبتناه. اهـ. الناشر.

الصفحة 75