كتاب نجاح القاري شرح صحيح البخاري - كتاب الجنائز (اسم الجزء: 1)

٨. يُترجم لرواة الإسناد, ويضبط أسماءهم بالحروف, ويذكر سنيّ وفاتهم أحياناً.
٩. يشرح الكلمات ويضبطها بالشكل _ إن احتاجت إلى ضبط_ ويأتي بفوائد لغوية، والخلافات النحوية،
١٠. يذكر مواضع الحديث في البخاري, كما يذكر من أخرج الحديث مقتصرًا في الغالب على الكتب الستة.
١١. يحكم أحياناً على الأسانيد, كقوله مثلاً: إسناده صحيح، وفي بعض الأحيان يحكم على المتن أيضاً.
١٢. ويتكلّم في بعض المواضع على اختلاف العلماء في بعض المسائل، ويستعرض مذاهبهم وأقوالهم باختصار.
١٣. أما مذهبه الفقهي فقد نصت كتب التراجم والمصادر بالاتفاق على أنه كان حنفي المذهب، فهذا واضح في عباراته في المسائل الفقهية بقوله: "وقال إمامنا الأعظم أبو حنيفة".
١٤. إن هذا الشرح قد أفرغ فيه مؤلفه وسعه، أمضى - رحمه الله - في شرحه له ما يقرب من أربعين عاماً. وبذل جهده حتى أخرجه للناس كتابًا جامعًا لآراء السَلَف رواية ودراية، مشتملًا على أقوال الخَلَف بكل أمانة وعناية، فهو جامع لخلاصة كل ما سبقه من الشروح، فنراه ينقل عن ابن بطال، والكرماني، وابن الملقن، وابن رجب، وابن حجر، والعيني، وغيرها من الشروح المعتبرة.
١٥. ومن أهمّ ما يتميز به هذا الشرح أنه يعتبر موازنةً بين شرحي الإمام ابن حجر والإمام العيني، حيث يهتمّ الشارح بذكر أقوالهما والمناقشة بينهما، ثمّ يرجح ما رآه راجحًا، ولا يتعصب لأحدهما، مع أنّ العينيّ كان على مذهبه، بل كثيرًا ما يردّ على العيني بنفسه، وينصر قول ابن حجر.
١٦. رجع المؤلف في شرحه إلى مراجع كثيرة، مما يدل على غزارة علمه.
١٧. ظهر لي أنَّ تحقيق التراث يعتبر شرطاً ضرورياً لبناء الذات في الحاضر والمستقبل، إذ لا يمكن أن تتم البحوث الموضوعية الأخرى إلا مبنية في جزء كبير منها على النصوص التراثية، وهذه النصوص إن لم تخدم وتحقق، فكيف يمكن الاعتماد عليها.

الصفحة 1071