كتاب نجاح القاري شرح صحيح البخاري - كتاب الجنائز (اسم الجزء: 1)

الْمَبْحَثُ الْأَوَّلُ
عَصْرُ الْإِمَامِ: عَبْدِاللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوْسُفَ، المَعْرُوْفُ بِـ (يُوْسُفَ زَادَهْ)
المَطْلَبُ الْأَوَّلُ: الحَالَةُ السِّيَاسِيَّة.
عاش الإمام يوسف أفندي زادة بين عام (١٠٨٥ هـ- ١٦٧٤ م) وعام (١١٦٧ هـ - ١٧٥٣ م).
وقد تخلل هذه الفترة ما يسمى عصر التوقف وقد أمتد من (١٠٩٤ هـ ١٦٨٣ م- ١١٨١ هـ ١٧٦٨ م) وفي هذه الفترة اقتربت نهاية الدولة العثمانية، وقد تعاقب في هذه الفترة الزمنية ستة من السلاطين العثمانيين، وقد كانت الحالة السياسية العامة في هذه الفترة حالة مد وجزر، وحرب ومعاهدات، وكان الاعتماد في تلك الفترة على قوة الصدر الأعظم (¬١) الذي كان يلعب الدور الأساسي في الدولة (¬٢).
والواقع أن كل شيء كان يؤذن باضمحلال الدولة، فالسلاطين الذين يتوقع لهم التوفيق كانوا يموتون سريعًا، وفضلًا عن ذلك، فقد تولى العرش في تلك الفترة سلاطين في سن الطفولة، فأحمد الأول وعثمان الثاني كانا في الرابعة عشرة من عمرهما، ومراد الرابع كان في الثانية عشرة، ومحمد الرابع كان ابن سبع سنين (¬٣).
وأول هؤلاء السلاطين: السلطان الغازي محمد خان الرابع، وقد اعتلى عرش السلطنة وعمره آنذاك سبع سنوات، وفترة جلوسه على عرش الدولة العثمانية كانت ما بين عامي (١٦٤٨ م-
_________
(¬١) الصدر الأعظم: هو بمعنى الوزير الأكبر، وهو صاحب الصلاحية المطلقة في إدارة شؤون الدولة.
(¬٢) مقدمة السويدان لكتاب تاريخ الدولة العثمانية لشكيب أرسلان (ص: ١٠)، دار ابن كثير-دمشق، الطبعة الأولى (١٤٢٢ هـ-٢٠٠١ م).
(¬٣) الدولة العثمانية في التاريخ الإسلامي الحديث، الدكتور إسماعيل أحمد ياغي، مكتبة العبيكان، الطبعة: الثانية، ١٩٩٨ م. (ص ١٤٠٩).

الصفحة 45