كتاب نجاح القاري شرح صحيح البخاري - كتاب الجنائز (اسم الجزء: 1)

أكثر الأحاديث المحتملة للاختلاف المذكور، معتمدًا في اختياره أو ترجيحه أقوال من سبقه من أهل الفن، على كبار أهل اللِّسان كالخليل بن أحمد، وابن السِّكّيت، وغيرهما.
٧.يتعرّض في شرحه لكثير من العلوم, كعلوم الحديث والمصطلح, والفقه ومسائله, واللغة ومباحثها, وما يُستنبط من الحديث. ومن خلالها تظهر إمامة يوسف زادة في الفقه, من خلال مناقشاته وإيراداته وإنصافه وتحرّره من التقليد المذموم. يعني بذكر المذاهب الأربعة في شرحه عناية خاصّة, ولا يُغفل بقيّة المذاهب.
٨.ومن منهجه يشرح الحديث كلمةً كلمةً، ويذكر وجه مطابقة الحديث للترجمة والباب، حيث قال في موضع" ومطابقة الحديث للترجمة من حيث إنَّه يدُّل على أنَّ من مات ولم يشرك بالله شيئا فإنَّه يدخل الجنة, وهو معنى قوله في الترجمة: " من كان آخر كلامه لا إله إلا الله ", فأنَّ ترك الإشراك هو التوحيد والقول بلا إله إلا الله هو التوحيد بعينه".
٩.ويحكم على الأحاديث بالصحة والضعف من خلال الشرح، وهذا كثير في كتابه.
١٠. ويهتم كثيرًا بذكر المناقشات بين ابن حجر والعيني، وأنه يرجح ما يراه راجحًا، وكثيرًا ما يخالف العيني.
١١. ومن منهجه يذكر مَنْ أخرج مع البخاريّ هذا الحديث، وأيضًا يذكر مواضع رواية البخاري لهذا الحديث، حيث قال في موضع: "وقد أخرج متنه المؤلف في المظالم واللباس والطب والنذور والنكاح والاستئذان والاشربة، وأخرجه مسلم في الأطعمة، والترمذي في الأستئذان واللباس، والنسائي في الجنائز والإيمان والنذر والزينة، وابن ماجة في الكفارات واللباس" (¬١).
ولا يذكر جميع مواضع الأحاديث التي وردتْ في صحيح البخاري، ولا يؤخذ عليه هذا، لأنه لم يلزم نفسه أنْ يذكر جميع المواضع.
_________
(¬١) كما في (ص: ١٧٢)

الصفحة 73