كتاب الناسخ والمنسوخ للقاسم بن سلام - محققا (اسم الجزء: 1)

باب ذكر الصلاة ومعرفة ما فيها من الناسخ والمنسوخ في الكتاب والسنة
21 - أخبرنا علي قال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا حجاج (¬1) عن ابن جريج وعثمان بن عطاء (¬2) عن عطاء الخراساني (¬3) عن ابن عباس قال: أول ما نسخ من القرآن شأن القبلة، قال الله تبارك وتعالى: وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ (¬4). قال: فصلّى رسول الله- صلّى الله عليه- نحو بيت المقدس وترك البيت العتيق، ثم صرفه الله تبارك وتعالى إلى البيت العتيق وقال: إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلى عَقِبَيْهِ (¬5) قال: قال ابن عباس: يعني أهل اليقين من أهل الشك والريبة (¬6)، وقال الله عز وجل: وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ قال: يعني تحويلها عن (¬7) أهل
¬__________
(¬1) هو حجاج بن محمد المصيصي.
(¬2) عثمان بن عطاء بن أبي مسلم الخراساني أبو مسعود المقدسي، أصله من بلخ، ضعيف، مات سنة خمس وخمسين ومائة، وولد سنة ثمان وثمانين.
(التهذيب 7/ 139). و (التقريب 2/ 12).
(¬3) عطاء الخراساني: هو عطاء بن أبي مسلم الخراساني، أبو أيوب البلخي، نزيل الشام، مولى المهلب بن أبي صفرة الأزدي، ولد سنة خمسين، ومات سنة خمس وثلاثين ومائة، صدوق، يهم كثيرا، ويرسل ويدلس.
(التهذيب 7/ 212 - التقريب 2/ 23).
(¬4) سورة البقرة آية (115).
(¬5) سورة البقرة آية (143).
(¬6) الريبة: قال في الصحاح: الريبة هي التهمة والشك. وقال الراغب في مفرداته: الريبة اسم من الريب وهو أن تتوهم بالشىء فينكشف عما تتوهمه.
انظر: (مختار الصحاح ص 265 - والمفردات للراغب، كتاب الراء ص 205).
(¬7) هكذا في المخطوط ولعل الصواب «على» أي: كبيرة على أهل الشك.

الصفحة 18