كتاب الناسخ والمنسوخ للقاسم بن سلام - محققا (اسم الجزء: 1)
- صلّى الله عليه وسلم-: «إذا جاء أحدكم إلى الإمام وهو في شيء قد سبقه من الصلاة فليدخل معه فليكن فيما هو فيه فإذا سلم الإمام فليقم فليقض ما سبقه به» (¬1).
25 - أخبرنا علي قال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثني ابن أبي مريم (¬2) عن سفيان بن عيينة عن عاصم بن أبي النجود عن شقيق بن سلمة عن عبد الله ابن مسعود قال: كنا نسلم على النبي- صلّى الله عليه- قبل أن نخرج إلى أرض الحبشة فيرد علينا، فلما قدمت سلمت عليه وهو يصلي فلم يرد عليّ فأخذني ما قرب وما بعد (¬3) فجلست حتى قضى رسول الله- صلّى الله عليه- الصلاة فقال: «إن الله تبارك وتعالى يحدث من أمره ما شاء وإنه قد أحدث ألّا تكلموا في الصلاة» (¬4).
26 - أخبرنا علي قال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا أبو معاوية (¬5) وابن أبى زائدة (¬6) كلاهما عن الأعمش عن إبراهيم عن عبد الله مثل ذلك أو نحوه إلا أنه قال. ذكرنا ذلك لرسول الله- صلّى الله عليه وسلم- فقال: «إن في الصلاة لشغلا».
¬__________
(¬1) روى الإمام أحمد في المسند نحوه مطولا 5/ 246، 247 ط دار الفكر.
وروى البيهقي في السنن الكبرى نحوه مختصرا- من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى عن معاذ بن جبل- وقال: هذا مرسل، عبد الرحمن لم يدرك معاذ بن جبل.
انظر: (السنن الكبرى 1/ 391، كتاب الصلاة «باب استقبال القبلة بالأذان والإقامة» وج 4، كتاب الصيام «باب ما قيل في بدء الصيام» ص 200).
(¬2) هو سعيد بن الحكم بن أبي مريم الجمحي.
(¬3) ما قرب وما بعد: قال في النهاية: يقال للرجل إذا أقلقه الشيء وأزعجه: أخذه ما قرب وما بعد، وما قدم وما حدث، كأنه يفكر ويهتم في بعيد أموره وقريبها- يعنى أيّها كان سببا في الامتناع عن ردّ السلام.
(النهاية لابن الأثير 4/ 33).
(¬4) روى البخاري نحوه عن ابن مسعود. (صحيح البخاري 2/ 59).
وروى مسلم نحوه عن ابن مسعود. (صحيح مسلم 1/ 382، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي).
(¬5) أبو معاوية هو محمد بن خازم.
(¬6) هو زكريا بن أبي زائدة.
الصفحة 23
412