كتاب الناسخ والمنسوخ للقاسم بن سلام - محققا (اسم الجزء: 1)
535 - أخبرنا علي قال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا حجاج (¬1) عن ابن جريج عن مجاهد في قوله: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ فقال: على (¬2) هذا الشرط على أن تأمروا بالمعروف وتنهوا (¬3) عن المنكر وتؤمنوا (¬4) بالله (¬5).
قال أبو عبيد: وقد كان ابن شبرمة حدّ في العدد الذي يوجب الأمر والنهي حدّا.
536 - قال أبو عبيد: أخبروني عن ابن عيينة قال: حدّثت ابن شبرمة بحديث ابن عباس: من فرّ من اثنين فقد فرّ ومن فرّ من ثلاثة فلم يفرّ، فقال ابن شبرمة: أما أنا فإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مثل هذا لا يعجز الرجل عن اثنين أن يأمرهما وينهاهما (¬6).
قال أبو عبيد: ولا أعلم هذا يوجد فيه أصل أحسن من الذي ذهب إليه ابن شبرمة على أن ابن عباس أيضا إنما ذهب في الجهاد (¬7) إلى أصل في القرآن وهو قوله: فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صابِرَةٌ- (¬8) إلى قوله:- وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ..
(انتهى الكتاب)
¬__________
(¬1) هو حجاج بن محمد المصيصي.
(¬2) كلمة: (على) غير واضحة في المخطوط.
(¬3) في المخطوط «تنهون» وهذا خطأ وصوابه حذفها لأن الفعل «تنهوا» معطوف على الفعل قبله «تأمروا» فكلاهما منصوب بحذف النون. والذي عند الطبرى حذفها.
(¬4) في المخطوط «يؤمنوا» بالتحتية وحيث أن الفعل قبله «تأمروا» بالفوقية جعلت هذا مثله.
(¬5) روى نحوه الطبري: جامع البيان ج 7 ص 102، 103 أثر (7615)، تحقيق محمود وأحمد شاكر.
(¬6) روى نحوه ابن أبي حاتم في تفسيره بسورة الأنفال ج 4 الجزء الأول آية إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ ورقة 18 من المخطوط.
(¬7) كلمة «في الجهاد» علقها الناسخ فى هامش المخطوط فأعدتها إلى موضعها من النص.
(¬8) قوله: مِنْكُمْ مِائَةٌ صابِرَةٌ في الأصل أثر مسح ذهب بأكثر الحروف.