كتاب نهاية المطلب في دراية المذهب (اسم الجزء: 4)

المرض والترخّص بالقصر، وتواصله يلحقه [بالمرض] (1)، وطارئه لا يجرُّ من (2) المشقة والعسر ما يجره طارئ المرض؛ فإن المرض في عينه يورث العسر.
فافهموا مواقع المذهب.
وقد احتج المزني في طريان السفر، وجواز الفطر، بسببه بما روي " أن النبي صلى الله عليه وسلم، صام حتى بلغ كراع الغميم (3)، ثم أفطر " فظن المزني أن ذلك كان في يوم واحد، واعتقد أنه صلى الله عليه وسلم، كان مقيماً في أوله مسافراً في أثنائه، وما ذكره وهمٌ؛ فإنه صلى الله عليه وسلم خرج من المدينة، وبينه وبين كراع الغميم مسيرة ثمانية أيام، فالمراد بالحديث أنه صام أياماً في سفره، ثم ابتدأ الترخّص (4) بالإفطار لما انتهى إلى كُراع الغميم، و [قد] (5) قيل: تبين هذا للمزني بعد الاحتجاج، فقال للكتبة: خُطّوا عليه، وقد [يُلفى] (6) في [بعض] (7) النسخ استدلاله بالحديث مخطوطاً عليه.
فصل
قال الشافعي: " ولو قدم من سفره نهاراً مفطراً ... الفصل " (8).
2325 - مقصود هذا الفصل القول (9) في الإمساك عن المفطرات، بعد جريان الفطر في أول النهار.
__________
(1) في الأصل: المرض.
(2) انتهى الخرم الذي كان في نسخة (ك). وبذا صارت النسخ من هنا ثلاثاً. والله المعين، والهادي إلى الصواب.
(3) كُراع الغميم: موضع بالحجاز بين مكة والمدينة، وهو وادٍ أمام عُسفان بثمانية أميال. (معجم البلدان).
(4) في (ط) الترخيص.
(5) ساقطة من الأصل.
(6) في النسخ الثلاث بالقاف وهو تصحيف.
(7) ساقطة من الأصل، (ك).
(8) ر. المختصر: 2/ 14.
(9) ساقطة من (ك).

الصفحة 53