كتاب نزهة المالك والمملوك في مختصر سيرة من ولي مصر من الملوك
يديه وقال: مثل عدد هذا. قال: وما يدريك؟ قال: مر من يعدّه. قال: فكم مقدار ما تستحق الشمس كل يوم على ابن آدم؟ قال: قيراطا، لأنّ العامل يعمل يومه إلى الليل فيأخذ ذلك في أجرته. قال: فما يفعل الله عزّ وجلّ كل يوم؟ قال له: أريك ذلك غدا. فخرج معه حتى أوقفه على أحد وزرائه الذي أقعده القرموسيّ مكانه، فقال: إنه يفعل الله عزّ وجلّ في كل يوم كما فعل بهذا يعزّ أقواما ويذلّ أقواما، ويحيي قوما ويميت قوما، ومن ذلك: إنّ هذا وزيرا (¬1) من وزرائك قاعدا (¬2) يعمل على قرموسي، وأنا على دابّته من دوابّ الملوك وعليّ لباس من لباسهم. وهذا فلان بن فلان - عن ولد ذلك الملك - قد أغلق عليك مدينة منف، فرجع مبادرا، (فإذا) (¬3) مدينة منف قد أغلقت ووثبوا مع الغلام على بوله فخلعوه، فبقا موسوس (¬4)، ويقعد على باب مدينة يتوسوس ويهذي، فلذلك قول القبط إذا تكلّم أحدهم بما لا يريد ويزيد في الكلام قال:
شحناك من بوله. يريد بذلك الملك لوسوسته. والله أعلم.
ثم لما خلعوه وهلك ملّكوا ولده مرينوس (¬5) زمانا، ومات (¬6).
فملك ولده قرقورة ستين سنة، ومات (¬7).
فملك أخوه لقاش (¬8) دهرا طويلا، ثم هلك لقاش ابن مرينوس،
فملك بعده قوميس ابن لقاش (¬9) دهرا طويلا. وهو الذي غزاه بخت نصّر وقتله وأخرب ديار مصر (¬10).
[خبر بخت نصّر]
وكان سبب ذلك دخول بخت نصّر إلى مصر أنه قدم إلى بيت المقدس، وهو من ولد إفريقين ابن إسحاق بن إبراهيم الخليل عليهما السلام.
¬_________
(¬1) الصواب: «وزير».
(¬2) الصواب: «قاعد».
(¬3) كتبت فوق السطر.
(¬4) الصواب: «فبقي موسوسا».
(¬5) في نهاية الأرب: «وينوس».
(¬6) فتوح مصر 1/ 91، 92، مروج الذهب 1/ 364، نهاية الأرب 15/ 140، المواعظ والاعتبار.
(¬7) فتوح مصر 1/ 93، نهاية الأرب 15/ 140.
(¬8) في فتوح مصر «لقاس» ونهاية الأرب «بغاس»، وفي المواعظ والاعتبار، والنجوم الزاهرة «نقاس».
(¬9) في النجوم الزاهرة: «قويس بن نقاس» وفي صبح الأعشى: «بغاش»، وفي مروج الذهب: «نقاس».
(¬10) فتوح مصر 1/ 93، نهاية الأرب 15/ 140، النجوم الزاهرة 1/ 59، مروج الذهب 1/ 364، صبح الأعشى 3/ 416.