كتاب نسيمات من عبق الروضة

(اللهم كما حسَّنت خَلقي فحسّن خُلقي)
ليس الجمال هو الجمال الخارجي فهو يبلى مع الزمن. أرأيت ملكة جمال بعد ثلاثين عاماً كيف أصبحت ذميمة؟ سيما بعد استخدام أطنان من المساحيق طوال هذه الأعوام!
الجمال هو جمال الأخلاق وهذا هو الباقي. باقٍ في الحياة الدنيا وفي الآخرة.
كم من زوج ظل يبحث عن عروس خارقة الجمال لتكون أنيسه وولفه، وبعد أن حصل على ما أمّل، أصابه غمّ وهمّ! فصاحبة الجمال مغترة بجمالها، مبهورة بأناقتها ... لا يهمها أحدٌ سواها .. فيجب أن تكون دائماً محط الأنظار أينما حلّت، وهي محور الأحداث!
أين هي من دفء الأسرة وتربية الأولاد؟ وكيف تتخيل سلوكها وأخلاقها؟ لقد ذهب الجمال الظاهري قبل أن يبلوه الزمن أمام قبيح الأخلاق والمعاملة.
ما أحوج الإنسان إلى تذكّر الهدف الأسمى والغاية النبيلة .. فالمهم هو الأخلاق لأنها لا تبلى، بل تظل في ذاكرة الناس وفي ثواب الآخرة

الصفحة 35