كتاب نسيمات من عبق الروضة

كلٌّ حسب مرحلته الإيمانية ووفق مقياس عمره وبما يتلاءم مع تجاربه الإيمانية، لكننا جميعاً ممتحنون ومعرضون للزلل، وإن تَذكُّر ذلك يوقظ النفس النائمة وينبه الأعصاب الباردة إلى المعركة التي سيُقبل عليها عند خروجه ... ففي كل نظرة يرد خاطر، إما خاطراً رحمانياً أو شيطانياً، والمعصوم من عصمه الله بأن ردد هذا الذكر بقلب يقظ ودخل إلى حصن الحصين عند ملك لا يغفل.
إن معاني (أو أَزل أو أُزل أو أَظلم أو أُظلم أو أَجهل أو يُجهل علي) لترسم سلوكاً وتحدد معالماً لصور سلوكيات من دعا هذا الدعاء المحمدي. صورة لا يمكن لذاكرها أن يظلم شخصاً أو يفتري عليه أو يضيق الطريق عليه أو يصرخ في وجهه عند قيادته للسيارة واستعجاله في الوصول لموعد ما ولا يسب أو يشتم ذلك ولا يغتب أحداً، فهذا كله ظلم والظلم ظلمات يوم القيامة، وكل تلك السلوكيات قد تفضي إلى إفلاسه:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ قَالُوا الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لا دِرْهَمَ لَهُ وَلا مَتَاعَ فَقَالَ إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَاتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَيَاتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا

الصفحة 40