كتاب نسيمات من عبق الروضة

فأي إنسان سيكون لمجتمعه أفضل، صاحب الموقف الأول أم الثاني؟
إن الحال الصحيح للقلب السليم هو تذكّر المنعم الحقيقي وحمده وشكره على الخير الذي أهداه والعطاء الذي قدّمه.
وهو بذلك يرسم معالماً لمجتمع صالح نافع يقود العالم بقوة الله وتوفيقه وعونه.
وقد وردت في سورة الكهف قصة ذاك العبد الذي غرّته النّعم فنسي المنعم وظن أن هذه النّعم هو مسببها وموجدها، بحوله وقوته، فهلكت نعمته وفني بستانه: (ولولا إذ دخلت جنتك قلت ماشاء الله لاقوة إلا بالله. إن ترنِ أنا أقل منك مالاً وولداً (39) فعسى ربي أن يؤتين خيراً من جنتك ويرسل عليها حسباناً من السماء فتصبح صعيداً زلقاً (40) أو يصبح ماؤها غوراً فلن تستطيع له طلباً (41) وأحيط بثمره فأصبح يقلّب كفّيه على ما أنفق فيها وهي خاوية على عروشها ويقول يا ليتني لم أشرك بربي أحداً (42) ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله وماكان منتصراً (43)) (¬1)
تلك هي آثار أذكار رسول الله صلى الله عليه وسلم التي تبرمج المسلم المؤمن سليم القلب، فتزوده بالآلات النافعة والتعليمات النفيسة ليعمّر الكون بقوة
¬_________
(¬1) سورة الكهف: 40 - 43

الصفحة 79