كتاب نداء الريان في فقه الصوم وفضل رمضان (اسم الجزء: 1)

* وعن معاذة قالت: قلت لعائشة: أكان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يصوم من الشهر ثلاثة أيام؟ قالت: نعم، قلت: من أيّه؟ قالت: لم يبال من أيّه صام (1) .
* وعن عبد الله بن عمرو بن العاص: قال: بلغ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أني أصوم -أسرد الصوم وأصلي الليل- فأرسل إليه، ولماّ لقيه قال: "ألم أُخبَر أنك تصوم ولا تفطر، وتصلي الليل. فلا تفعل، فإن لعينك حظا، ولنفسك حظا، ولأهلك حظّاً، وصم وأفطر، وصل ونم، وصم من كل عشرة أيام يوماً، ولك أجر تسعة" قال: قلت: إني أقوى لذلك يا رسول الله قال: "صم صوم داود إذاً" قال: وكيف كان صيام داود يا نبي الله؟ قال: "كان يصوم يوماً، ويفطر يوماً، ولا يفرّ إذا لاقى". قال: ومن لي بهذا يا نبي الله (2) .
* عن أم سلمة قالت: كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يصوم من كل شهر ثلاثة أيام: الاثنين والخميس، من هذه الجمعة، والاثنين من المقبلة (3) .
* عن حفصة قالت: كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يصوم من كل شهر يوم الخميس ويوم الاثنين، ومن الجمعة الثانية يوم الاثنين (4) .
* عن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "من صام ثلاثة أيام من الشهر، فقد صام الدهر كله" ثم قال: "صدق الله في كتابه (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها) [الأنعام: 160] " (5) .
عن أبي هريرة -رصي الله عنه- قال: "أوصاني خليلي بثلاث لست بتاركهن: أن لا أنام إلا على وتر وأن لا أدع ركعتي الضحى فإنها صلاة الأوابين وصيام ثلاثة أيام من كل شهر" (6) .
عن أبي عثمان أن أبا هريرة كان في سفر، فلما نزلوا ووضعت السفرة بعثوا إليه وهو يصلي، فقال: إني صائم، فلما كادوا أن يفرغوا جاء فجعل يأكل، فنظر القوم إلى
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين: رواه ابن حبان واللفظ له، والطيالسي والترمذي وابن خزيمة والبغوي.
(2) صحيح الإسناد: رواه النسائي بلفظه، ونحوه عند البخاري ومسلم دون قوله: "قال: ومن لي ... ".
(3) حسن: رواه النسائي بلفظه، وأبو داود. وقال الألباني في "صحيح الجامع" رقم (2229) .
(4) حسن: رواه النسائي وحسنه الألباني في "صحيح النسائي" رقم (2230) .
(5) صحيح: رواه النسائي وصححه الألباني في "صحيح النسائي" رقم (2269) .
(6) صحيح: رواه ابن خزيمة في "صحيحه"، وأبو داود وصححه الألباني في "الصحيحة" رقم (1164) .

الصفحة 519