كتاب نفحة اليمن فيما يزول بذكره الشجن
تعلمان أني أُعطيت بها ثلاثين ألف درهم فأبيت أن أبيعها وأردت الزيادة وقد نقصت من ثمنها عشرة آلاف درهم فقال الرجلان علينا عشرون ألفاً وملّكوني الجارية وقعد المعتصم فطلبني في الرصافة فلم أصب وتغيظ عليّ وقعدت عندهم إلى العصر وخرجت بها فكلما مررت بموضع شتمتني فيه قلت لها يا مولاتي أعيدي شتمك عليّ فتأبى وأخذت بيدها حتى جئت إلى باب أمير المؤمنين ويدي في يديها فلما رآني المعتصم سبني فقلت يا أمير المؤمنين لا تعجل علي فحدثته فضحك وقال لي أفأكافهم عنك يا مخارق قلت نعم فأمر لكل رجل منهم بثلاثين ألف درهم وأمر لي بعشرة آلاف درهم.
حكاية: كان بعض العباد مقيماً في بعض الجبال وكان يأتيه رزقه كل يوم من حيث لا يحتسب رغيف يسد به جوعه ويشد به صلبه فلم يأته في يوم من الأيام ذلك الرغيف فطوى ليلته ذلك فلما أصبح زاد جوعه وكان في أسفل الجبل قرية سكانها نصارى فنزل العابد من الجبل يلتمس قوتاً من القرية فوقف على باب وطلب طعاماً من أهله يسد به جوعه فدفع إليه رب المنزل ثلاثة أرغفة فأخذها وتوجه قاصد الجبل وكان لصاحب البيت كلب فاتبع العابد وجعل ينبح عليه فألقى إليه رغيفاً فأكل الكلب ذلك الرغيف ثم أتبع العابد وأخذ في النباح حتى كاد أن يعقره فألقى إليه رغيفاً آخر فتشاغل به وذهب العابد إلى أن
توسط الجبل فأكل الكلب الرغيف الآخر واقتفى أثر العابد فألقى إليه الرغيف الثالث فأكله ثم أتبع العابد وأخذ في النباح فالتفت العابد إليه وقال يا عديم الحياء أخذت من بيت صاحبك ثلاثة أرغفة وقد أطعمتك إياها فما تريد مني فأنطق الله الكلب فقال ما عديم الحياء إلا أنت اعلم أنني مقيم بباب هذا النصراني منذ سنين وربما أطوي اليومين والثلاثة بلا شيء ولم تحدثني نفسي بالذهاب عن بابه إلى باب غيره وأنت قد انقطع قوتك يوماً واحداً فلم تصبر وتوجهت من بابه إلى باب نصراني تطلب منه قوتاً فقل لي أينا أقل حياء فخجل العابد وندم على فعله ولم يعد إلى ذلك.
حكاية: أخبرني بعض المحبين أن رجلاً سنياً أرسل إلى رجلٍ شيعي شيئاً من الحنطة وكانت عتيقة فردها عليه ثم أرسل إليه عوضها جديدة ولكن فيها تراب فكتب إليه قبولها هذا.
بعثت لنا بدال البربرا ... رجاءً للجزيل من الثواب
الصفحة 11
224