كتاب نفحة اليمن فيما يزول بذكره الشجن
رفضناه عتيقاً وارتضينا ... به إذ جاء وهو أبو تراب
حكاية: قال الأصمعي حججت مرة فبينا أنا أسير في جماعة من العرب إذ سمعت من هودج قريب مني قائلة تقول شعر:
وحياة حاجته إليّ وفقره ... فلابد لن نعيمه بعذابه
ولأمنعنّ جفونه طيب الكرى ... ولأمزجنّ دموعه بشرابه
قال فدنوت من الهودج وقت بم استحق هذا العقاب فبرز إليّ وجه كأنه القمر وقالت شعر:
كم باح باسمي بعد ما كتم الهوى ... زمناً وكان صيانتي أولى به
وحياته لو أنه كتم الهوى ... بلغ المنى ويداه تحت ثيابه
حكاية: عن ابن مريم قال كنت حاجاً في بعض السنين فأتيت مسجد رسول الله صلى عليه وسلم فإذا أنا بأعرابي يركض على بعيره حتى أتى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فعقل بعيره ثم دخل يؤم القبر فلما نظر إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بأبي أنت وأمي لقد بعثك الله بشيراً ونذيراً وأنزل عليك كتاباً مستقيماً علمك فيه علم الأولين والآخرين فقال ولو أنَّهم إذْ ظلموا أنفسهمْ جاؤك فاستغفروا اللهَ واستغفرَ لهمُ الرسول لوجدوا اللهَ توّاباً رحيماً وإني لأعلم أن ربك منجز لك ما وعدك وها أنا قد أتيتك مقراً بالذنوب
مستشفعاً بك عند ربك عزّ وجلّ ثم أمضى وأنشأ يقول شعراً:
يا خير من دُفنت بالقاع أعظمه ... فطاب من طيبهن القاع والإكمُ
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه ... فيه العفاف وفيه الجود والكرمُ
حكاية: عن الأصمعي قال بينما أنا أتطوف حول الكعبة إذذا برجل على قفاه كارة وهو يطوف فقلت له أتطوف وعليك كارة فقال هذه والدتي التي حملتني في بطنها تسعة أشهر أريد أن أؤدي حقها فقلت له ألا أدلك على ما تؤدي به حقها قال لي وما هو قلت تزوجها فقال يا عدو الله تستقبلني في أمي بمثل هذا قال فرفعت يدها فصفعت قفا ابنها وقالت لم إذا قيل لك الحق تغضب.
حكاية: عن القاضي يحيى بن أكثم قال بت ليلة عند المأمون فعطشت في جوف الليل فقمت لأشرب ماء فرآني المأمون فقال مالك يا يحيى قلت يا أمير المؤمنين أنا والله عطشان قال ارجع إلى موضعك فقام والله إلى محل الماء فجاءني بكوز ماء وقام على رأسي فقال اشرب يا يحيى
الصفحة 12
224