كتاب نفحة اليمن فيما يزول بذكره الشجن
سيدي إن قضيت عليّ أن يذبحني هذا فعلى الرأس والعين إنما أنا لك وملكك فبينا أنا أخاطب سيدي وهو قاعد على صدري أخذ بلحيتي ليذبحني إذ رماه بعض المسلمين بسهم فما أخطأ حلقه فسقط عني فقمت أنا إليه فأخذت السكين من يده فذبحته فانظروا إلى من كان قلبه عند سيده كيف ينجو من المهالك بلطفه وكرمه.
حكاية: عن بعض الأدباء قال رأيت رجلاً من بني عقيل في ظهره شرط كشرط الحجام فسألته عن سبب ذلك فقال إني كنت هويت ابنة عم لي وخطبتها فقالوا لا نزوجك إلا أن تجعل الصداق الشبكة وهي فرس سابقة لبعض بني بكر بن كلاب فتزوجتها على ذلك وخرجت أحتال في أن أسل الفرس من صاحبها لأتمكن من الدخول بابنة عمي فأتيت الحي الذي فيه الفرس بصورة جزار وما زلت أداخلهم إلى أن عرفت مبيت الفرس من الخباء الذي فيه الرجل ورأيت لها مهرة فاحتلت حتى دخلت البيت واختفيت تحت عهن كانوا قد
نفشوه ليغزل فلما جاء الليل وأتى صاحب المنزل وقد أصلحت له المرأة عشاء فجاء فجعلا يأكلان وقد استحكمت الظلمة ولا مصباح لهم وكنت ساغباً فأخرجت يدي وأهويت إلى القصعة فأكلت معهم فأحس الرجل بيدي فأنكرها وقبض عليها فقبضت على يد المرأة بيدي الأخرى فقالت له المرأة مالك ويدي فظن أنه قابض على يد امرأته فخلى يدي فخليت يد المرأة فأكلنا ثم أنكرت المرأة يدي فقبضت عليها فقبضت على يد الرجل فقال لها مالك فخلت يدي فخليت يده وانقضى الطعام واستلقى الرجل ونام فلما استلقى وأنا مراصدهم والفرس مقيدة في جانب البيت وابنتها في البيت غير مقيدة ومفتاح قيد الفرس تحت رأس المرأة فوافى عبد له أسود فنبذ حصاة فانتبهت المرأة وقامت إليه وتركت المفتاح في مكانها وخرجت من الخباء إلى ظهره ورميتها بعيني فإذا هو قد علاها فلما حصلا في شأنهما دببت فأخذت المفتاح وفتحت القفل وكان معي لجام شعر فأوجرته الفرس وركبتها وخرجت عليها من الخباء فقامت المرأة من تحت الأسود ودخلت الخباء ثم صاحت وذعرت الحي وأحسوا بي فركبوا في طلبي وأنا أكد الفرس وخلفي خلق منهم فأصبحت ولست أرى إلا فارساً واحداً برمح فلحقني وقد طلعت الشمس فأخذ يطعني فلا يصل إلى أكثر مما تراه في ظهري ولا فرسه تلحق بي فيتمكن مني ولا فرسي تبعدني حتى لا يمسني الرمح إلى أن
الصفحة 17
224