كتاب نفحة اليمن فيما يزول بذكره الشجن
فخرجت من عنده وهي تشتمه فضحك من كان حوله حتى أولاده ونساؤه، ثم مات رحمه الله تعالى.
حكاية: قيل إن ضبة بن أدّ كان له ابنان سعد وسعيد فخرجا إلى سفر فهلك سعد ورجع سعيد، ثم خرج والدهما ضبة بعد ذلك في الأشهر الحرم يسير ويتفحص عن ابنه وكان معه الحرث بن كعب، فبينما هما ذات يوم يتحدثان سائرين إذ مرابمكان، فقال الحرث لقيت بهذا المكان شاباً صفته كذا وكذا فقتلته وهذا سيفه، فقال له ضبة أرني السيف فأعطاه إياه وإذا هو سيف ابنه سعد، فقال له ضبة (الحديث ذو شجون) ثم إن ضبة قتل الحرث فلامه الناس على استحلال الشهر الحرام، فقال (سبق السيف العذل) فصار مثلاً.
حكاية: أتى مكفوف نخاساً، فقال له اطلب لي حماراً ليس بالصغير المحتثر ولا بالكبير المشتهر، إن خلا الطريق تدفق وإن كثر الزحام ترفق لا يصادم في السواري ولا يدخلني تحت البواري، إن أقللت علفه صبر وإن كثرته شكر وإن ركبته هام وإن تركته نام، فقال له اصبر إن مسخ الله القاضي حماراً قضيت حاجيتك.
حكاية: أخبر الكلبي عن رجل من بني أمية قال حضرت معاوية وقد أذن للناس إذناً عاماً فدخلت امرأة فرفعت لثامها عن وجه كالقمر ومعها جاريتان لها فخطبت للقوم خطبة بهت لها كل من كان هناك، ثم قالت وكان من قدر الله تعالى أنك قربت زياداً واتخذته أخاً وجعلت له في آل أبي سفيان نسباً، ثم وليته على رقاب العباد يسفك الدماء بغير حلها ولا حقها وينتهك المحارم بغير مراقبة فيها ويرتكب من المعاصي أعظمها لا يرجو لله وقاراً ولا يظن أنه له معادا وغداً يعرض عمله في صحيفتك وتقف على ما اجترأ به بين يدي ربك، فماذا تقول لربك يا ابن أبي سفيان غداً وقد مضى من عمرك أكثره وأسرّه وبقي لك شره، فقال لها من أنت فقالت امرأة من بني ذكوان وثب زياد المدعي أنه من بني أبي سفيان على وراثتي من أبي وأمي فقبضها ظلماً واستولى على ضيعتي وممسكة رمقي، فإن أنصفت وعدلت فهو المراد وإلا وكلتك وزياداً إلى الله تعالى وإن أبقيت ظلامتي عنده وعندك فالمنصف لي منكما الحكم العدل فبهت معاوية منها وصار يتعجب من فصاحتها، ثم قال ما لزياد لعنه الله تعالى مع من ينشر مساوينا، ثم قال لكاتبه اكتب إلى زياد أن يرد لها ضيعتها ويؤدي لها حقها.
حكاية: قيل إن جارية مليحة الوجه حسنة الأدب كانت لفتى من قريش وكان يحبها حباً شديداً فأصابته ضيقة وفاقة
الصفحة 25
224