كتاب نفحة اليمن فيما يزول بذكره الشجن

قال الرئيس أبو الجوائز معنى قوله لولده جاءك بالشمال فأته باليمين أن اليسرى لا يتم بها عمل وباليمنى تتم الأعمال فأراد أن المعنى يحتمل زيادة فأوردها وقد أجاد المتنبي في الإشارة وأحسن ولده في الأخذ.
حكاية: أخبر السقطي قال دخلت المقابر فرأيت بهلول المجنون قد أدلى رجليه في قبر محفور وهو يلعب بالتراب فقلت ما تصنع ههنا قال أنا عند قوم لا يؤذون جيرانهم وإن غبت عنهم لا يغتابوني قلت أجائع أنت قال لا والله قلت له إن الخبز قد غلا فقال لا أبالي علينا أن نعبده كما أمرنا وعليه أن يرزقنا كما وعدنا.
حكاية: قيل إن أنوشروان وضع الموائد للناس في يوم نيروز وجلس ودخل وجوه مملكته الإيوان فلما فرغوا من الطعام جاؤا بالشراب وأحضرت الفواكه والمشموم في أوان من الذهب والفضة فلما رفعت آلة المجلس أخذ بعض من حضر جام ذهب وزنه ألف مثقال فخباه تحت ثيابه وأنوشيروان يراه فلما فقده الساقي قال بصوت عال لا يخرجن أحد حتى يفتش فقال كسرى ولم فأخبره بالقصة فقال فقد أخذه من لا يرده ورآه من لا ينم عليه فلا يفتش أحد فأخذه الرجل ومضى فكسره وصاغ منه منطقة وحلية لسيفه وجدد له كسوة فاخرة فلما كان في مثل جلوس الملك دخل ذلك الرجل بتلك الحلية فدعاه كسرى وقال له هذا من ذاك فقبل الأرض وقال نعم أصلحك الله تعالى.

حكاية: قيل لما هرب موسى بن عمران عليه السلام من فرعون وبلغ أرض مدين أخذته
الحمى وقد أصابه الجوع بعد ذلك فشكى إلى ربه جل شأنه فقال يا رب أنا الغريب وأنا المريض وأنا الفقير فأوحى الله تعالى إليه أما تعرف من الغريب ومن المريض ومن الفقير قال لا قال الغريب الذي ليس له مثلي حبيب والمريض الذي ليس له مثلي طبيب والفقير من ليس له مثلي وكيل.
حكاية: أخبر ابن داب عن رياح بن حبيب العامري أنه سأله عن ليلى والمجنون فقال كانت ليلى من بني الجريش وهي بنت مهدي بن سعد بن مهدي بن ربيعة بين الجريش وكانت من أجمل النساء وأحسنهن جسماً وعقلاً وأفضلهن أدباً وأملحهن شكلاً وكان المجنون كلفاً بمحادثة النساء صباً بهن فبلغه خبر ليلى ونعتت له فصبا إليها وعزم على زيارتها فتأهب لذلك فارتحل إليها وأتاها وسلم عليها فردت عليه السلام وتخفت في المسئلة وجلس إليها فحادثته وحادثها وكل واحد منهما مقبل على صاحبه معجب به فلم يزالا كذلك حتى أمسيا فانصرف إلى أهله فبات بأطول ليلة

الصفحة 7