فحدثت نفسي بغيرها، تقول: ويقال: حتى أنصرف [عنها - قال سعيد: هذه الخصال ما كنت أحسبها إلا في نبي].
وقول الخزرج: منا أربعة جمعوا القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني أكملوه، وروى عن أنس في الصحيحين نحوه، وفيه تأويلات أقربها ما ذكره الحافظ أبو عمر رحمه الله من أن مراد الخزرج بذلك أن يقولوا: جمعه هؤلاء منا، ولم يجمعه أحد منكم يا معشر الأوس، وإلا ففي غيرهم من الصحابة المهاجرين من جمعه كثير.
قال الإمام أبو عبد الله: وقد نقل الرواة إكمال بعض النساء لقراءته.
قال القاضي أبو الفضل رحمه الله: وكفى بالبيان في ذلك ما نقل من أنه قتل يوم اليمامة في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه سبعون ممن جمع القرآن، وهي سنة وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، فانظر من بقي ممن جمعه ولم يستشهد بها، وممن لم يحضرها، وبقي بمكة والمدينة وغيرهما من أرض الإسلام حينئذ.
وأبي بن كعب رضي الله عنه أحد فقهاء الصحابة وأقرؤهم لكتاب الله عز وجل.
خرج البخاري رحمه الله في صحيحه عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي: إن الله أمرني أن أقرأ عليك: ((لم يكن الذين كفروا .. .. ، قال: وسماني، قال: نعم، فبكى.