كتاب نزهة الأبصار في مناقب الأنصار لابن الفراء

في صفاته لدخول النقص في المفضول منها، هذا [كله] قد قاله أهل السنة من أهل الرأي والحديث.
وإلى هذا النحو أشار القاضي أبو بكر بن العربي رحمه الله حيث قال إن لله تعالى أن يفاضل بين الثواب في الفعلين وإن استويا، ثم قال: إن القرآن مشتمل على توحيد وأحكام ومواعظ، وقل هو الله أحد فيها التوحيد كله، ولذلك صارت تعدل ثلث القرآن.
قال الإمام أبو حامد رحمه الله: معناه تعدل ثلث المهمات، وهي معرفة الله تعالى ومعرفة الآخرة والصراط المستقيم فهذه المعارف هي المهمة، والباقي تبع وسورة الإخلاص تشتمل على واحدة من هذه الثلاثة وهي معرفة الله وتوحيده وتقدسيه عن مشاركة له في الجنس والنوع، وهو المراد بنفي الأصل والفرع والكفء والوصف بالصمد يشعر بأنه السيد الذي لا يقصد في الوجود للحوائج سواه.
وليس فيها معرفة الآخرة والصراط المستقيم بجميع طرفيه، أعني التزكية والتحلية، فلذا لا تعدل ثلث الأصول كما قال: ((الحج عرفة)) أي هو الأصل والباقي تبع.
قال الحافظ: أبو عمر رحمه الله: على أني أقول أن السكوت في مثل هذه المسألة وما كان مثلها أفضل من الكلام فيها وأسلم، وحكى عن مالك رضي الله عنه أنه قال: أهل بلدنا يكرهون الجدال والكلام البحث والنظر إلا فيما تحته عمل، يريد أن ما جاء من المتشابه فيما

الصفحة 301