كتاب نزهة الأبصار في مناقب الأنصار لابن الفراء

حتى يقال إذا مروا على جدثي ... أرشده الله من غازٍ وقد رشدا
[بيان وتفسير]
تكلم العلماء رضي الله عنهم في قوله عز من قائل: {وإن منكم إلا واردها} بأقوال. منها: أن الخطاب متوجه إلى الكفار على الخصوص، واحتج قائلوا هذه المقالة بقراءة ابن عباس رضي الله عنه {وإن منهم إلا واردها}.
وقالت طائفة: الورود هنا هو الإشراف عليها ومعاينتها، وحكوا عن العرب: وردت الماء فلم أشرب.
وقالت [طائفة] الورود هنا هو المرور على الصراط، لأنه على متن جهنم أعاذنا الله منها، وروي أن الله تبارك وتعالى يجمع الناس بها ثم ينادي مناد: خذي أصحابك [ودعي] أصحابي.
وقالت طائفة: الورود أن يأخذ العبد بحظ منها، وقد يكون ذلك في الدنيا [بالحميات]، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((الحمى كير من جهنم، وهي حظ كل مؤمن من النار)).

الصفحة 319