كتاب نزهة الأبصار في مناقب الأنصار لابن الفراء

قوله رضي الله عنه: ((هل أنت إلا نطفة في شنة))، النطفة: القليل من الماء، والشنة: السقاء البالي، [المعنى]: فيوشك أن تراق النطفة أو ينخرق السقاء، ضرب ذلك مثلاً لنفسه في جسده.
وقوله في الرجز الآخر: ((إن تفعلي فعلهما هديت)) يعني صاحبيه زيداً وجعفراً رضي الله عنهما، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد استعمل على بعثة إلى مؤتة زيد بن حارثة [رضي الله عنه]، قال: فإن أصيب فجعفر بن أبي طالب، قال: فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة على الناس، فلما التقوا بالروم قاتل زيد براية رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قتل، ثم أخذها جعفر فقاتل بها حتى قتل وهو يقول:
يا حبذا الجنة واقترابها ... طيبة وبارد شرابها
والروم روم قد دنا عذابها ... علي إن لاقيتها ضرابها
فلما قتل أخذ عبد الله بن رواحة الراية فقاتل حتى قتل رضوان الله

الصفحة 326