كتاب نزهة الأبصار في مناقب الأنصار لابن الفراء

ونهى عن كلامهم ونزل فيمن تخلف ما نزل حتى تاب الله على الثلاثة منهم وإن كان الجهاد من فروض الكفاية لا من فروض الأعيان، [قال] [لكنه] في حق الأنصار خاصة كان فرض عين، ألا تراهم يقولون يوم الخندق وهم يرتجزون:
نحن الذين بايعوا محمداً ... على الجهاد ما بقينا أبدا
فلذلك كان تخلفهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الغزوة كبيرة، قال: وكذلك قال ابن بطال في هذه المسألة، ولا أعرف لها وجهاً غير الذي قال.
وروى الحافظ أبو عمر رحمه الله أن كعب بن مالك رضي الله عنه قال: يا رسول الله ما ترى في الشعر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه.
وحكي عن ابن سيرين [رضي الله عنه] أنه قال:
بلغني أن دوساً إنما أسلمت فرقاً من قول كعب بن مالك:
قضينا من تهامة كل وتر ... وخيبر ثم أغمدنا السيوفا

الصفحة 331