ومن تلك المقامات ما كان منه] بعد وفاة المصطفى صلى الله عليه وسلم ، ولم تكن مصيبة أعظم منها، ولا تكون أبداً، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما توفي أقعد علي وبهت عثمان واختلط عمر [رضي الله عنهم]، وقال عمر: ما مات رسول الله، وإنما واعده الله كما واعد موسى، فجاء الصديق رضي الله عنه وعيناه تهملان، وزفراته تتردد وغصصه ترتفع، وهو جلد العقل والمقالة حتى دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فكشف عن وجهه الكريم، وقبل جبينه وقال: بأبي أنت وأمي طبت حياً وميتاً، أما الموتة التي كتبها الله عليك فقد [ذقتها]، ثم لن تصيبك بعدها موتة أبداً، ثم خرج [وصعد] المنبر وخطب الناس وتلا: {وما محمدٌ إلا رسولٌ قد خلت من قبل الرسل}.
ومقاماته في قتال أهل الردة وإنفاذ جيش أسامة، وفي سقيفة بني ساعدة، وفيما سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله: ((لا نورث ما تركناه صدقة .. .. )) حتى تذكر الصحابة رضوان الله عليهم لذلك، كل [هذا] منقول عنه ومشهور.