كتاب نزهة الأبصار في مناقب الأنصار لابن الفراء

رضي الله عنه، وعل مذهب أهل الشام من أول ملوك الإسلام بها، ثم انتقلوا إلى مذهب المدنيين، فشدوا اليد عليه وحذروا من تقليد غيره حتى لقد وقع الحكم بن عبد الرحمن رحمهما الله على كتاب لبعض فقهاء قرطبة يشير على سعادة هذا المذهب وبلغني أن قوماً يفتون بغير مذهب مالك بن أنس، وأنهم يرخصون في الطلاق وغيره بمناكير من الفتوى، وقد نظرت في أقاويل الفقهاء، ورأيت ما صنف من أخبارهم إلى يومنا هذا فلم أر مذهباً اتقى ولا أبعد من الزيغ من مذهبه، وكل من يعتقد مذهباً من مذاهب الفقهاء، فإن فيهم الجهمي والرافضي والخارجي إلا مذهب مالك، فإني ما سمعت أحداً تقلد مذهبه قال بشيء من هذه البدع، فالاستمساك به نجاة إن شاء الله.

الصفحة 360