كتاب نزهة الأبصار في مناقب الأنصار لابن الفراء

الأسعد [الأعلى] أبي عبد الله [محمد] دوام الشرف الذي أحرز كنهه وحقيقته، وزيادة الخير الذي يسره الله تعالى للعمل به، فأنتهج سبيله وسلك طريقه، واستدامة الفضل الذي فتح مقفله، وأوضح مبهمه ومشكله، ونهج بصالح الأعمال سبله، حين لم يثن عناناً، ولا أعمل خاطراً ولا جناناً إلا لمصلحة جر نفعها للإسلام [وتذليل صعاب تلقته بالخضوع والاستكانة والانقياد والاستسلام]. إعزازاً له وإكراماً وإشعاراً بسعده الثاقب ويمنه المتعاقب وإعلاماً، فأعلى الله يده، وفسح للإسلام وأهله أمره وكافأ مذهبه الجميل في نظم الشتات والعمل الذي عاد بإحياء الأرض الموات ومقصده.

الصفحة 95