كتاب نظم العقيان في أعيان الأعيان

فَقيل الْبَارِزِيّ. وَإِلَى هَذَا الْبَاب أَشَارَ الإِمَام زين الدّين ابْن الوردي بقوله موجهاً:
بِي هيفاء من بَنَات الْعرَاق ... أطلقت ادمعي وشدت وثاقي
ثمَّ قَالَت إِن جِئْت من بَاب ابرز ... بالعطايا رَأَيْت بَاب الطاق ولد صَاحب التَّرْجَمَة لَيْلَة الْحَادِي وَالْعِشْرين من ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَتِسْعين وَسَبْعمائة بحماه. وَسمع البُخَارِيّ على عَائِشَة بنت عبد الْهَادِي، وَبحث فِي الْفِقْه والنحو. وَدخل الْقَاهِرَة مَعَ أَبِيه سنة خمس وَعشْرين وَثَمَانمِائَة، فَأخذ عَن الْعِزّ بن جمَاعَة قِرَاءَة وسماعاً لما كَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ من الْفُنُون. ولازم الْعَلَاء البُخَارِيّ. وَولي بعد وَالِده كِتَابَة السِّرّ سنة ثَلَاث وَعشْرين. ثمَّ ولي نظر الْجَيْش. ثمَّ ولي قَضَاء دمشق وَكِتَابَة السِّرّ بهَا. ثمَّ أُعِيد أَيَّام الظَّاهِر جقمق إِلَى كِتَابَة السِّرّ بِالْقَاهِرَةِ. وَكَانَ غَايَة فِي الرياسة، والحلم والشهامة، وَالْكَرم وَالْإِحْسَان إِلَى طلبة الْعلم، والفقراء، مهذباً كثير الْخَيْر، قَلِيل الشَّرّ. وَله فِي الْأَدَب الْيَد الطُّولى، وَالشعر الرَّائِق، والنثر الْفَائِق. مَاتَ يَوْم الْأَحَد سادس عشر صفر سنة سِتّ وَخمسين وَثَمَانمِائَة. وَمن شعره مقرظاً لنظم بن ناهض فِي سيرة الْمُؤَيد موجهاً، وَكَانَ أَبوهُ القَاضِي نَاصِر الدّين قد كتب قَوْله:
هَذَا كتاب يَا ابْن ناهض قَاعد ... عَن مدحه أدبي وَعَن تهذيبه
فاشكر لمادحه على تَقْصِيره ... وَلمن هجاه فَإِنَّهُ يهذي بِهِ
فَكتب القَاضِي كَمَال الدّين:
مرت على سَمْعِي وحلو وصفهَا ... مُكَرر فَمَا عَسى أَن أسمعا
ووالدي دَامَ علا سؤدده ... لم يبْق فِيهَا للكمال موضعا
وَكتب إِلَى الشّرف يحيى بن الْعَطَّار من دمشق إِلَى الْقَاهِرَة:
خيالك فِي فكري يوآنس وحدتيعلى أَن دَاء الشوق فِي مهجتي أعيا

الصفحة 169