كتاب عنوان الدراية فيمن عرف من العلماء في المائة السابعة ببجاية

من شيوخ المغرب الاوسط " الجزائر" والأندلس، وافريقية "تونس" المذكورة في " برنامجه " الملحق في نهاية هذا الكتاب، ندرك كم بذل الرجل من جهد من أجل الحصول على المعرفة من مصادرها المختلفة.

في الحياة العامة:
اتفق المؤرخون وكتاب السيرة المغاربة على أن الغبريني ولي القضاء بمواضع عدة، آخرها مدينة بجاية، "فكان في حكمه شديدا، مهيبا ذا معرفة بأصول الفقه، وحفظ لفروعه، وقيام على النوازل، وتحقيق للمسائل (¬1).
ولكن ليس لدينا في كتب التاريخ والسير سند يركن إليه عن حياة الغبريني قبل ولايته لخطة القضاء، غير أن النباهي أورد جملة في ترجمته الوجيزة له، تعيننا عل الكشف عن تلك المرحلة من حياته.
يقول النباهي: "ولما ولي خطة القضاء، ترك حضور الولائم، ودخول الحمام، وسلك طريق اليأس من مداخلة الناس" (¬2).
وبناء على ما تقدم، ترانا محمولين للقول، أن الغبريني قد عاش في غمرة الاحداث التي مرت ببجاية بخاصة، وعلى المغرب الأوسط بعامة، فكان على اتصال بالمسؤولين وغيرهم من رجال الدولة، يجالس الكبراء، ويناقش الحكام، ويدلي برأيه في المسائل الهامة. ولا يبعد أن يكون قد لعب دورا في سياسة بلده، فقد كانت السياسة من مستلزمات من هم في منزلة الغبريني وجاهة وعلما ودراية.
أما كلام النباهي حول زهد الغبريني بعد ولايته للقضاء، فتؤيده شواهد كثيرة من كلام الغبريني نفسه في ثنايا هذا الكتاب. فبالرغم عما اشتهر به
¬__________
(¬1) قضاة الاندلس لأبي الحسن النباهي ص: 132.
(¬2) قضاة الاندلس ص: 132.

الصفحة 10