كتاب عدة المريد الصادق

رسول الله (ص): ((أمرنا معاشر الأنبياء أن نخاطب الناس على قدر عقولهم)) (¬1) وقال (ص): حدثوا الناس بما يعرفون، أتريدون أن يكذب الله ورسوله)) (¬2).
وضرب عمر بن الخطاب (ض) صبيغا (¬3) لما كان يتتبع المشكلات ويسأله عنها، وقال الإمام أبو حامد الغزالي (ض): وقد تضر الحقائق بأقوام كما يتضرر الجعل بالورد والمسك، انتهى، ومن وجوه الضرر في ذلك سبعة أشياء:
أحدها: أن حقائق التوحيد ودقائقه تدهش الضعيف فتوقعه في الحيرة والشغب.
الثاني: أن ذلك ربما أثار له شبهة لاتساع الأمر عليه، وزلزل اعتقاده بما يدخله من الاضطراب.
الثالث: أنه ربما كان بصورة شبهة أو فرض لها، فتثبت في نفسه، ولا يمكن رفعها بعد، وهو أحد الوجوه الذي هجر ابن حنبل المحاسبي لأجله، لما ألف كتابا في الرد على المعتزلة.
الرابع أن ما يسمعه من الأحوال والمقامات يؤديه لاحتقار علم الظاهر وأهله وهو الأهم عليه، فيحصل الضرر من الصلاح كما هو مشاهد في كثير من الناس.
¬__________
(¬1) في الفردوس عن ابن عباس بلفظ: ((أمرت أن اكلم الناس إلخ))، حديث رقم 1611، وقال في المقاصد ص 93: سنده ضعيف، وعزاه الحافظ إلى مسند الحسن بن سفيان عن ابن عباس، وقال: سنده ضعيف جدا، قال: وله شاهد من حديث مالك عن سعيد بن المسيب رفعه مرسلا: ((إنا معاشر الأنبياء أمرنا ...)) وذكره، واللفظ الذي ساقه المؤلف، عزاه في كشف الخفاء 1/ 226 للشيخ عبد القادر في الغنية.
(¬2) ذكره البخاري في الصحيح تعليقا من قول علي (ض) انظر البخاري مم فتح الباري 1/ 235.
(¬3) قال الحافظ في الإصابة 3/ 458: روى الدارمي من طريق سليمان بن يسار، قال: قدم المدينة رجل يقال له: صبيغ بن عسل، فجعل يسأل عن متشابه القرآن، فأرسل إليه عمر، فأعد له عراجين النخل، فقال: من أنت؟ قال: أنا عبد الله ضبيغ، قال: وأنا عبد الله عمر، فضربه حتى أدمى رأسه، فقال: حسبك يا أمير المؤبن، قد ذهب الذي كنت أجده في رأسي.

الصفحة 246