كتاب عدة المريد الصادق
كان فيهم كذا فتنوا، فإن أردت أن تعلم هل نالك منها شيء، فانظر هل كان عندك شيء حرام فحللته، أو حلال فحرمته)) (¬1)، نقلته بالمعنى، وأظن آخره (1) من قول الصحابي، رواية (¬2) (ض).
وقال (ص): ((إن الفتنة إذا نزلت قصدت ثلاثة: الحاد النحرير الذي لا يعن له منها شيء، إلا قصد قمعه بالسيف، والشريف المذكور، والخطيب الذي تدعو إليه الأمور، فأما الحاد فتصرعه، وأما هذان فتنحتهما (¬3) حتى تبلو ما عندهما))، نقلته من كتاب أبي عمرو الداني (¬4) في الفتن، على شك في بعض ألفاظه، لطول العهد به، ومنه عن ابن عباس، قال (ص): ((المؤمن لا يذل نفسه)) (¬5) قال ابن عباس: يتعرض للسلطان وليس له منه النصفة، ومنه قال (ص): ((ما سب قوم أميرهم إلا حرموا خيره)) (¬6) وقد كنت أسمع شيخنا أبا الحسن السيطي (¬7) رحمه الله - وكان قليل العلم - كثيرا ما يذكر في مجالسه، يقول: قال رسول الله (ص): ((العلماء ورثة الأنبياء، وأمناء الرسل، ما لم يميلوا إلى الدنيا، أو يداخلوا السلاطين، فإذا مالوا إلى الدنيا أو
¬__________
(¬1) في بعض النسخ (ذلك) ولعله أصوب.
(¬2) هكذا، ولعل الصواب: راوية، والحديث خرجه ابن أبي شيبة في المصنف 7/ 474 من قول حذيفة، وابن حماد المروزي في الفتن 1/ 68 وخرج الحاكم في المستدرك 4/ 514 وابن عساكر في تاريخ دمشق 34/ 258 النصف الأخير منه فقط من قول حذيفة أيضا.
(¬3) العبارة: (فبحثهما) انظر السنن الواردة في الفتن 1/ 229 لأبي عمرو الداني وهو فيه من قول حذيفة.
(¬4) أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني المقرئ، الحافظ الإمام توفي بدانيه سنة 444 هـ. تذكرة الحفاظ 3/ 1120.
(¬5) خرجه ابن ماجه 2/ 1332 من حديث حذيفة (ض) مرفوعا، بلفظ: ((لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه، قالوا: وكيف يذل نفسه، قال: يتعرض من البلاء لما لا يطيق)) وخرجه الترمذي رقم 2254 وقال: حسن غريب، وقال ابن أبي حاتم في العلل عن أبيه: حديث منكر، العلل لابن أبي حاتم 2/ 138، ورواه ابن عبد البر في التمهيد 23/ 284 من حديث أبي هريرة مرفوعا.
(¬6) هو من كلام أبي إسحاق كما في السنن الواردة في الفتن للداني 2/ 405 والتجهد 21/ 287.
(¬7) في ت 1: أبو العباس السطي، وفي ت 2: الشطي.
الصفحة 271
361