كتاب عدة المريد الصادق
رضوان الله، وأوسطه رحمة الله، وآخره عفو الله) (¬1) فأما جهالات المؤذنين فكثيرة جدا، منها لحنهم بمد ألف الله وباء أكبر، وكلاهما لحن فاحش، وكذا ضم باء أكبر وميله بها إلى الكسر، وإبدال همزتها واوا، وقد استخفه بعض العلماء للضرورة، ومنها إشباع همزة أشهد، ومد الهاء وتشديدها، ومد الدال حتى يصير أمرا للجماعة، أو تسكينها فيكون أمرا للواحد، وفتح الكاف (¬2) والراء من أكبر، وإعرابها وهو مستخف للاختلاف فيه.
ومنها فتح أن مع التشديد، وإبدال ألفها واوا، وإسقاطها وصلا، ومنها ضم دال محمد بعد ذلك أو كسرها، وكذا إظهار تنوينها، ولا سيما مع كسر لام رسول أو فتحها، أو إدغامها في لام الله، مع عدم الإشعار بألف الاسم المبارك.
ومنها إسقاط الترجيع، أو كونه بحيث لا يسمع أصلا، وقوله: حي بإشباع الياء، أو بإشباع الحاء، أو بتخفيف الياء، أو بكسر الحاء أو الياء، ثم إسقاط الهاء من الصلاة، أو إثباتها تاء، اعتبارا بالإعراب، وفيه ما في الذي تقدم، وكذلك إسقاط حاء الفلاح، أو كسر فائه أو حائه، وقولهم: إلا الله ها بزيادة ها، وهذا من أفحش اللحن، وما يدعوهم لأمثال هذا إلا الجهل وطلب التلحين والتطريب الذي يكاد صاحبه أن يكون به خارجا عن
¬__________
(¬1) بهذا اللفظ رواه البيهقي في السنن الكبرى 1/ 435 من حديث أبي محذورة وقال: فيه إبراهيم بن زكرياء العجلي الضرير حدث عن الثقات بالبواطيل، وروي الحديث بلفظ آخر خرجه الترمذي رقم 172 وفيه يعقوب بن الوليد كذبه الحفاظ، ولذا قال البيهقي: يروى الحديث عن ابن عباس وجرير ابن عبد الله وأنس بن مالك مرفوعا، وليس بشيء، وله أصل في قول أبي جعفر محمد بن علي الباقر، قال أحمد شاكر في تعليقه على الحديث: ومما لا أزال أعجب منه أن الشافعي رحمه الله يذكر هذا الحديث محتجا به بدون إسناد، وهو حديث غير صحيح، بل هو حديث باطل ... ، بل إن الشافعي ذكره في كتاب اختلاف الحديث ص 209 من هامش الجزء السابع من الأم، فقال: قال رسول الله (ص): ((أول الوقت رضوان الله ...))، وكذلك احتج به في الرسالة من غير أن يذكر إسناده ص 41
(¬2) في خ وت 1: وفتح الدال، وهو يعيد، لا يستقيم.
الصفحة 293
361