كتاب عدة المريد الصادق

المجيزون بحديث حبيب بن مسلمة (¬1) (ض)، قال (ص): ((لا يجتمع قوم مسلمون فيدعو بعضهم ويؤمن بعضهم إلا استجاب الله دعاءهم))، رواه الحاكم على شرط مسلم.
ومنها رفع الأيدي عند الدعاء، قد أنكره بعض العلماء وأجازه آخرون، وأفرد له شيخ الإسلام ابن حجر جزءا جمع فيه تسعة أحاديث (¬2) قال في آخرها: فحصل بمجموع هذه الأحاديث أنه مشروع (¬3)، وقال في بلوغ المرام:
¬__________
(¬1) في خ: سلمة، وفي ت 2: أبي سلمة، والصواب ما أثبت، ففد ذكر الحاكم في المستدرك 3/ 346 شيئا من مناقبه، وقال: هو حبيب بن مسلمة الفهري، كان يقال له: حبيب الروم لكثرة مجاهدته الروم، وكان مجاب الدعوة توفي 42 هـ، خرج حديثه هذا الحاكم وسكت عنه هو والذهبي ..
(¬2) الكلام محل نظر، فإن الذي جمع فيها جزءا خاصا هو الحافظ المنذري، كما قال الحافظ في فتح الباري 13/ 392 والصنعاني في سبل السلام 4/ 219، وكذلك البخاري له جزء خاص في رفع اليدين، وأفرد لها البخاري في الأدب المفرد بابا، ولخص الحافظ في فتح الباري 13/ 392 الأحاديث الواردة في رفع اليدين وبين من خرجها وصححها، وقول المؤلف: جمع فيها - أي: الحافظ - تسعة أحاديث في جزء، يرد عليه أن ما ذكره الحافظ في فتح الباري فقط يربو على هذا العدد، وأن النووي في شرح مسلم قال: هي أكثر من أن تحصى، وقد جمعت منها نحوا من ثلاثين حديثا من الصحيحين أو أحدهما، وذكرتها في أواخر باب صفة الصلاة من شرح المهذب.
(¬3) خرج الحافظ في بلوغ المرام 4/ 219 حديث سلمان، قال رسول الله (ص): ((إن ربكم حيي كريم، يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يرده صفرا))، وقال: خرجه الأربعة إلا النسائي، وصححه الحاكم، والحديث في سنن الترمذي 5/ 557، وفي صحيح أبي داود رقم 1320، وأما حديث أنس: لم يكن النبي (ص) يرفع يديه في شيء من الدعاء إلا في الاستسقاء وهو صحيح، فالمراد به المبالغة في الرفع، وأن هذه المبالغة لم تقع إلا في الاستسقاء، انظر فتح الباري 3/ 171 و13/ 391 وسبل السلام 4/ 219، وصفة رفع اليدين قال النووي: قال جماعة من علمائنا وغيرهم: السنة في كل دعاء لرفع البلاء أن يرفع يديه جاعلا ظهور كفيه إلى السماء، وإذا دعا بسؤال شيء وتحصيله أن يجعل كفيه إلى السماء، والدعاء لرقع البلاء مثل دعاء الاستسقاء يرفع القحط، فقد جاء في حديث أنس عند مسلم أن النبي (ص) استسقى، فأشار بظهر كفيه إلى السماء، انظر مسلم بشرح النووي 6/ 190، وفي المدونة: ويختص الرفع أي رفع اليدين بالاستسقاء، ويجعل بطونهما إلى الأرض.

الصفحة 295