كتاب أسد الغابة في معرفة الصحابة ط الفكر (اسم الجزء: 2)

وهو كان دليل خَالِد بْن الْوَلِيد لما سار من العراق إِلَى الشام فسلك به البر، فقطعه في خمسة أيام، وفيه قيل:
للَّه در رافع أنى اهتدى ... فوز من قراقر إِلَى سوى [١]
خمسًا إذا ما سارها الجبس [٢] بكى ... ما سارها من قبله إنس يرى
وقالت طيِّئ: هو الذي كلمه الذئب، كان لصًا في الجاهلية فدعاه الذئب إِلَى اللحوق بِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ ابن إِسْحَاق: ورافع بن عميرة الطائي، تزعم طيِّئ أَنَّهُ الذي كلمه الذئب، وهو في ضأن له، فدعاه إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقال رافع في ذلك:
رعيت الضأن أحميها بكلبي ... من اللصت الخفي وكل ذيب
ولما أن سمعت الذئب نادى ... يبشرني بأحمد من قريب
سعيت إليه قد شمرت ثوبي ... على الساقين قاصدة [٣] الركيب
فألفيت النَّبِيّ يقول قولًا ... صدوقًا ليس بالقول الكذوب
فبشرني بقول الحق حتى ... تبينت الشريعة للمنيب
وأبصرت الضياء يضيء حولي ... أمامي إن سعيت ومن جنوبي
اللصت [٤] هو اللص.
وشهد غزوة ذات السلاسل، وصحب أبا بكر الصديق فيها، وخبره مشهور.
وتوفي سنة ثلاث وعشرين قبل عمر بْن الخطاب.
روى عنه طارق بْن شهاب والشعبي.
أخرجه الثلاثة.
١٥٩٤- رافع بن عنترة
(س) رافع بْن عنترة. قال أَبُو موسى: ذكره أَبُو عَبْد اللَّهِ، يعني ابن منده، في التاريخ، ولم يذكره في معرفة الصحابة.
قلت: ولعل ابن منده قد أخرجه في ترجمة رافع بْن عنجرة، فإنه قال فيه: وقيل: رافع بن عنترة، والله أعلم.
١٥٩٥- رافع بن عنجرة
(ب د ع) رافع بْن عنجرة- ويقال: عنجدة- الْأَنْصَارِيّ الأوسي. من بني [٥] أمية بْن زَيْد
---------------
[١] في المطبوعة: سرى، وهو تحريف، وسوى: ماء لبهراء من ناحية السماوة، وقراقر: واد لكلب بالسماوة من ناحية العراق.
[٢] في الأصل والمطبوعة: الجيش، والبيت في اللسان: جبس، ومراصد الاطلاع. ٧٤٩. والجبس: الجبان.
[٣] في الاستيعاب ٤٨٣: قاصرة الركيب.
[٤] في اللسان: اللصت بفتح اللام: اللص في لغة طى وجمعه لصوت.
[٥] ينظر الطبقات: ٣/ ٢: ٣٢. فقد جعله ابن سعد حليفا لبني أمية، وقال: إنه من بلى.

الصفحة 44