كتاب أسد الغابة في معرفة الصحابة ط الفكر (اسم الجزء: 4)
وعبد الملك، ومحمد، والربيع وأولاد كعب وغيرهم. وفيه نزلت: فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ [١] ٢: ١٩٦. وسكن الكوفة.
أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ وَإِسْمَاعِيلُ بِإِسْنَادِهِمَا إِلَى أَبِي عِيسَى: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، وَابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، وَحُمَيْدٍ الأَعْرَجِ، وَعَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ مَرَّ بِهِ وَهُوَ بِالْحُدَيْبِيَةِ، قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ مَكَّةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ، يُوقِدُ تَحْتَ قِدْرٍ، وَالْقَمْلُ يَتَهَافَتُ عَلَى وَجْهِهِ، فَقَالَ: أَتُؤْذِيكَ هَوَامُّكَ هَذِهِ فَقَالَ: نَعَمْ. فَقَالَ: احْلِقْ وَأَطْعِمْ فَرَقًا بَيْنَ سِتَّةِ مَسَاكِينَ- وَالْفَرَقُ: ثَلاثَةُ آصُعٍ- أَوْ:
صُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، أَوِ انْسُكْ [٢] نَسِيكَةً- قَالَ ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ: أَوِ اذْبَحْ شَاةً [٣] . وتوفي كعب بالمدينة سنة إحدى وخمسين، وقيل: اثنتين. وقيل ثلاث وخمسين، وعمره سبع وسبعون، وقيل: خمس وسبعون سنة.
أخرجه الثلاثة [٤] .
٤٤٦٦- كعب بن عدي
(ب د ع) كعب بْن عدي بْن حنظلة بْن عدي بْن عَمْرو بْن ثعلبة بن عدىّ بن ملكان ابن عوف بْن عذرة بْن زَيْد اللات. وهو الَّذِي يُقال لَهُ: «التنوخي» .
وهو من عداد الحيرة لأن بني ملكان بْن عوف حلفاء تنوخ، مخرج حديثه عَنْ أهل مصر.
وكان أحد وفد الحيرة إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وأسلم زمن أَبِي بَكْر، وكان شريك عُمَر فِي الجاهلية قدم الإسكندرية سنة خمس عشرة، رسولًا لعمر إِلَى المقوقس، وشهد فتح مصر، وولده بها.
روى يزيد بْن أَبِي حبيب، عَنْ ناعم أَبِي [٥] عَبْد اللَّه، عَنْ كعب بْن عدي أَنَّهُ قَالَ: كَانَ أَبِي أسقف الحيرة، فلما بعث مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ قَالَ: هَلْ لكم أن يذهب نفر منكم إلى هذا الرجل
---------------
[١] سورة البقرة، آية: ١٩٦.
[٢] أي: اذبح ذبيحة.
[٣] أي: أن رواية ابن أبى نجيح «أو اذبح شاة» ، مكان: «أو أنسك نسيكة» .
والحديث رواه الترمذي في أبواب الحج، باب «ما جاء في المحرم يحلق رأسه في إحرامه، ما عليه؟» . ينظر تحفة الأحوذي، الحديث ٩٦: ٤/ ٢٥، ٢٦. وقال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح والعمل على هذا عند أهل العلم ... » وقال الحافظ أبو العلى صاحب تحفة الأحوذي: «وأخرجه الشيخان» .
[٤] الاستيعاب، الترجمة ٢١٩٧: ٣/ ١٣٢.
[٥] في المطبوعة: «ناعم بن عبد الله» . وهو خطأ، والصواب عن مخطوطة الدار، والتهذيب ١٠/ ٤٠٣، وهو «ناعم ابن أجيل الهمدانيّ أبو عبد الله» ، وفي الاستيعاب: «ناعم بن أجيل» .