كتاب أسد الغابة في معرفة الصحابة ط الفكر (اسم الجزء: 5)
ثم راح في الجبال فبدت له حافتاها [١] بسحابة، فقال: ما هَذَا الجبل؟ قالوا: هَذِه أجأ.
قَالَ: بؤسي لأجأ! لقد حصنها [٢] الله عَزَّ وَجَلَّ. قَالَ إبراهيم: فما زلت أعرف البؤس عليها.
ثُمَّ أتى تبوك فوجد بِهَا مسلحة من الروم [٣] ، فهربوا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَالَّذِي بعثني بالحق لا تقوم الساعة حَتَّى تصير هَذِه مسلحة للروم. وخرج أصحابه إلى موضع بركة تبوك وهو حسي [٤] ضنون، وَكَانَ يقال لَهَا الأيكة، فصلى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الظهر مهجّرا [٥] ، وراح إلينا فوجدنا عَلَى تِلْكَ الحال عَلَى الحسي، قَالَ: فما زلتم تبوئِ [٦] فسميت تبوك. ثُمَّ استخرج مشقصا [٧] من كنانته، ثُمَّ قَالَ: انزل فاغرزه فِي الماء، وسم الله تعالى. فنزل فغرز فجاش [٨] الماء. أخرجه أبو موسى.
بثير: بضم الباء الموحدة، وفتح الثاء المثلثة، وبعدها ياء تحتها نقطتان، وآخر راء.
٥٨٣٠- أبو خالد السلمي
(د ع) أبو خالد السلمي لَهُ صحبة، سكن الجزيرة. حديثه عند أولاده.
روى أبو المليح، عن مُحَمَّد بن خالد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ- وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ- قال:
سمعت رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا سبقت للعبد من الله تعالى منزلة لَمْ ينلها، ابتلاه الله إما بنفسه أو بماله أَو بولده، ثُمَّ يصبره عليها حَتَّى يبلغ بِهِ المنزلة التي سبقت لَهُ» . أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم.
٥٨٣١- أبو خالد الكندي
(س) أبو خالد الكندي جد خالد بن معدان.
ذكره الْحَسَن السمرقندي فِي الصحابة، ولم يورد لَهُ شيئا.
أَخْرَجَهُ أَبُو موسى مختصرا.
---------------
[١] في المطبوعة: «حافتاه» . والمثبت عن المصورة.
[٢] في المطبوعة: «حصبها» . والمثبت عن المصورة.
[٣] المسلحة: القوم الذين يحفظون الثغور من العدو.
[٤] الحسي- بكسر فسكون-: حفيرة قريبة القعر. وضنون: قليلة الماء.
[٥] التهجير: التبكير إلى كل شيء والمبادرة إليه، أراد المبادرة إلى أول وقت صلاة الظهر.
[٦] البوك: تثوير الماء بعود أو نحوه ليخرج من الأرض.
[٧] المشقص: نصل السهم إذا كان طويلا غير عريض.
[٨] أي: فار.