كتاب شرح عمدة الفقه - ابن تيمية - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

"إن الماء طَهور لا ينجِّسه شيء". رواه أحمد وأبو داود والترمذي وقال: حديث حسن. قال الإمام أحمد: هو حديث صحيح (¬١) (¬٢).
والصحيح: الأول، لما روى عبد الله بن عمر قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يُسأل عن الماء يكون في الفلاة (¬٣) من الأرض وما ينوبه من السباع والدوابّ فقال: "إذا كان الماء قُلَّتين لم يحمِل الخبَث". رواه الأئمة الخمسة. ولفظ ابن ماجه وأحمد في رواية: "لم ينجِّسه شيء". قال الترمذي: حديث حسن (¬٤). فلو كان القليل لا يحمل الخبث ولا يتنجّس لم يكن
---------------
(¬١) تكررت بعده في الأصل الرواية السابقة بلفظ: "يستسقي" ــ ولعله تصحيف ــ و"لحم الكلاب". وقد حذفت في المطبوع أيضًا دون تنبيه.
(¬٢) أحمد (١١٢٥٧، ١١٨١٥)، وأبو داود (٦٦، ٦٧)، والترمذي (٦٦)، والنسائي (٢٦، ٢٧) من طرق عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -، ووقع في إسناده اضطراب كثير.
وصححه أحمد وابن معين وابن حزم كما في "البدر المنير" (١/ ٣٨٢، ٣٨٨)، وأعله ابن القطان بالاضطراب في "بيان الوهم" (٣/ ٣٠٨)، انظر: "علل الدارقطني" (١١/ ٢٨٥)، "السنن الكبرى" للبيهقي (١/ ٢٥٧).
(¬٣) في المطبوع: "الفلا".
(¬٤) أخرجه أحمد (٤٩٦١)، وأبو داود (٦٣، ٦٥)، والترمذي (٦٧) وخلت النسخ التي بين يدي من تحسينه، والنسائي (٥٢)، وابن ماجه (٥١٧، ٥١٨) من طرق عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -.
وجوّد إسناده ابن معين في "التاريخ برواية الدوري" (٤/ ٢٤٠)، وصححه ابن خزيمة (٩٢)، وابن حبان (١٢٤٩، ١٢٥٣)، وأعله قوم من جهة النظر والأثر كابن عبد البر في "التمهيد" (١/ ٣٢٨ - ٣٢٩، ٣٣٥) (٢٤/ ١٨ - ١٩)، وابن القيم في "تهذيب مختصر السنن" (١/ ٥٦ - ٧٤)، انظر: "سنن الدارقطني" (١/ ١٣ - ٢٧)، "السنن الكبرى" للبيهقي (١/ ٢٦٠ - ٢٦٣).

الصفحة 10