كتاب شرح عمدة الفقه - ابن تيمية - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

فصل
وأما المستعمل في رفع الحدث، فهو طاهر في ظاهر المذهب (¬١)، لما روى جابر قال: جاءني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأنا مريض لا أعقِل، فتوضّأ وصبَّ وضوءَه عليّ. متفق عليه (¬٢).
وفي "الصحيح" (¬٣) أيضا عن المِسْوَر بن مخرمة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا توضّأ كادوا يقتتلون على وضوئه.
ولأنّ بدن المحدث طاهر، فلا ينجس الماء بملاقاته كسائر الطاهرات. ودليل طهارته ما روى الجماعة (¬٤) عن أبي هريرة قال: [٨/أ] لقيني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا جنُب، فانسللتُ فأتيتُ الرَّحلَ فاغتسلتُ، ثم جئتُ وهو قاعد، فقال: "أين كنتَ يا أبا هريرة؟ " فقال: كنتُ جنُبًا. فقال: "سبحان الله إن المؤمن لا ينجس".
---------------
(¬١) انظر: "المغني" (١/ ٣١). والرواية الثانية أنه طهور، وهي اختيار المصنف. انظر: "مجموع الفتاوى" (١٩/ ٢٣٦)، (٢٠/ ٥١٩) و"الفروع" (١/ ٧١) و"اختيارات" البرهان ابن القيم (رقم ٧٤) وابن اللحام (ص ٣).
(¬٢) البخاري (١٩٤)، ومسلم (١٦١٦).
(¬٣) البخاري (٢٧٣١، ٢٧٣٢).
(¬٤) أحمد (٧٢١١) والبخاري (٢٨٥) ومسلم (٣٧١) وأبو داود (٢٣١) والترمذي (١٢١) وابن ماجه (٥٣٤) والنسائي (٢٦٩).

الصفحة 22