كتاب شرح عمدة الفقه - ابن تيمية - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 2)

والصلاة واجبة في [٢١٠/ب] الجملة. قال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ} (¬١) [البينة: ٥]، وقال تعالى: {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ} [التوبة: ١١]، وقال: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} [النساء: ١٠٣]. ونصوص القرآن التي فيها ذكرُ الصلاة كثيرة جدًّا (¬٢).
وكذلك السنَّة. منها: حديث عبد الله بن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «بُنِي الإسلامُ على خمس: شهادةِ أنَّ لا اله إلا الله وأنَّ محمّدًا رسول الله، وإقامِ الصلاة، وإيتاءِ الزكاة، وحجِّ البيت، وصومِ رمضان» متفق عليه (¬٣).
وأجمعت الأمة على أنَّ الصلاة واجبة في الجملة، وأنها أعظم مباني الإسلام الفعلية. وهي عمود الدين. وسنذكر إن شاء الله تعالى بعض خصائصها.
مسألة (¬٤): (روى عبادة قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «خمسُ صلواتٍ كتبهنَّ الله على العبد في اليوم والليلة. فمن حافظ عليهن كان له عند الله عهدٌ أن يُدخِله الجنةَ، ومن لم يحافظ عليهن لم يكن له عند الله
---------------
(¬١) لفظ «حنفاء» ساقط من الأصل.
(¬٢) لم يرد: «جدًّا» في (ف).
(¬٣) البخاري (٨) ومسلم (١٦).
(¬٤) «المستوعب» (١/ ١٤١ - ١٤٢)، «المغني» (١/ ٦ - ٧؛ ٤٨ - ٥٢)، «الشرح الكبير» (٣/ ٦ - ٢٣)، «الفروع» (١/ ٤٠١ - ٤١٤).

الصفحة 10