كتاب شرح عمدة الفقه - ابن تيمية - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 2)

هذا؟ قالوا: إنَّ هذا شيء يصنعونه عند ضوء الصبح إذا أضاء لهم. فقال: إنَّ هؤلاء قد ابتدعوا، لا نصلِّي معهم. فانصرف إلى منزله، فصلَّى فيه. رواه سعيد (¬١).
وعن أبي العالية قال: كنَّا مع ابن عمر في سفر، فنزلنا (¬٢) بذي المجاز على ماء لبعض العرب، فحضرت الصلاة، فأذَّن مؤذن ابن عمر، ثم أقام الصلاة. فقام رجل، فعلا على رحل من رحالات القوم، ثم نادى بأعلى صوته: الصلاة يا أهل الماء، الصلاة. فجعل ابن عمر يسبِّح في صلاته، حتى إذا قُضِيت (¬٣) الصلاة قال ابن عمر: مَن الصائحُ بالصلاة؟ قالوا: أبو عامر يا أبا عبد الرحمن. فقال له ابن عمر: لا صلَّيتَ ولا تلَيتَ! أيُّ شياطينك (¬٤) أمرك بهذا؟ أمَا كان في الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - والصالحين ما أغنى عن بدعتك هذه؟ إنَّ الناس لا يُحدِثون بدعة وإن رأوها حسنة إلا أماتوا سنّةً. فقال رجل من القوم: إنه ما أراد إلا خيرًا يا أبا عبد الرحمن (¬٥). فقال ابن عمر: لو أراد خيرًا ما رغِبَ بنفسه عن سنة نبيِّه والصالحين من عباده! رواه ابن بطَّة في جزءٍ صنَّفه في الردِّ على من صاح عند الأذان: الصلاة، الإقامة (¬٦).
---------------
(¬١) لم أقف عليه.
(¬٢) في المطبوع: «ونزلنا»، والمثبت من الأصل.
(¬٣) في الأصل والمطبوع: «قضت»، والتصحيح من «الفروع» (٢/ ١٠).
(¬٤) في الأصل والمطبوع: «شيطانك»، والتصحيح من «الفروع».
(¬٥) في الأصل: «أبا عبد الله». وصوابه من حاشية الناسخ.
(¬٦) أشار صاحب «الفروع» (٢/ ١٠) إلى هذا الجزء ونقل منه خبر ابن عمر. وقد يكون صادرًا عن كتابنا هذا.

الصفحة 109