كتاب شرح عمدة الفقه - ابن تيمية - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 2)
«صلاة العصر» رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح (¬١).
وفي رواية لأحمد أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قرأ: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} [البقرة: ٢٣٨]، وسمَّاها لنا أنها صلاة العصر (¬٢).
وعن البراء بن عازب قال: نزلت هذه الآية: {حافظوا على الصلوات وصلاة العصر} فقرأناها ما شاء الله، ثم نسخها الله، فنزلت {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى}. فقال رجل: فهي إذن صلاة العصر. فقال: قد أخبرتك كيف نزلت، وكيف نسخها الله، والله أعلم. رواه أحمد ومسلم (¬٣).
وهذا يدل على أنها العصر، لأنَّ تخصيصها بالأمر بالمحافظة متيقَّن بالقراءة الأولى، وتبديلُ اللفظ لا يوجب تبديلَ المعنى (¬٤) إذا أمكن أن يكون معنى اللفظين واحدًا (¬٥)؛ فلا يزول اليقين بالشك.
فإن قيل: فقد روي عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قرأت {حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين} وقالت: سمعتها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. رواه الجماعة إلا البخاري وابن ماجه (¬٦). وهذا
---------------
(¬١) برقم (١٨٢)، من طريق قتادة، عن الحسن، عن سمرة بن جندب.
وفي سماع الحسن من سمرة خلاف، انظر: «تحفة التحصيل» (٨٩).
(¬٢) برقم (٢٠٠٩١).
(¬٣) أحمد (١٨٦٧٣)، ومسلم (٦٣٠).
(¬٤) «تبديل» ساقط من المطبوع.
(¬٥) في المطبوع: «واحد»، والصواب ما أثبت من الأصل.
(¬٦) أحمد (٢٤٤٤٨)، ومسلم (٦٢٩)، وأبو داود (٤١٠)، والترمذي (٢٩٨٢)، والنسائي (٤٧٢).