كتاب شرح عمدة الفقه - ابن تيمية - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 2)
حامد والقاضي وأصحابه (¬١)، وهو المنقول عن جماهير السلف، لقول الله تعالى: {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ} [التوبة: ١١]. فعلَّق الأخوَّة في الدين (¬٢) على التوبة من الشرك، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة؛ والمعلَّقُ بالشرط عدمٌ (¬٣) عند عدمه، فمن لم يفعل ذلك فليس بأخٍ في الدين، ومن ليس بأخٍ في الدين (¬٤) فهو كافر؛ لأن المؤمنين إخوة مع قيام الكبائر بهم، بدليل قوله في آية المقتتلين {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات: ١٠]، مع أنه قد سمَّى قتالَ المؤمن كفرًا.
ولِمَا روى جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة» رواه الجماعة (¬٥) إلا البخاري والنسائي. وفي رواية لمسلم (¬٦): «بين الرجل وبين الشرك تركُ الصلاة» (¬٧). وفي رواية صحيحة لأحمد (¬٨): «ليس بين العبد والكفر إلا تركُ الصلاة».
وعن بريدة الأسلمي قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «العهد الذي
---------------
(¬١) انظر: «الإنصاف» (٣/ ٣٧ - ٣٨).
(¬٢) «في الدين» ساقط من (ف).
(¬٣) غيَّره في المطبوع إلى «ينعدم» دون تنبيه. وقد مرَّ مثله.
(¬٤) «ومن ليس بأخ في الدين» ساقط من (ف).
(¬٥) أحمد (١٥١٨٣)، ومسلم (٨٢)، وأبو داود (٤٦٧٨)، والترمذي (٢٦٢٠)، وابن ماجه (١٠٧٨).
(¬٦) برقم (٨٢) ولفظه: «إنَّ بين الرجل وبين الشرك والكفر تركَ الصلاة».
(¬٧) العبارة «رواه الجماعة ... الصلاة» ساقطة من (ف) لانتقال النظر.
(¬٨) أخرجها عبد الله في «السنة» (١/ ٣٥٧).