كتاب شرح عمدة الفقه - ابن تيمية - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 2)

فالتبست عليه القراءة, فلما انصرف أقبل علينا بوجهه، وقال (¬١): «هل تقرؤون إذا جهرتُ بالقراءة؟» فقال بعضنا: إنَّا لنَصنع ذلك: [قال: «فلا تفعلوا] (¬٢) وأنا أقول: ما لي أُنازَعُ القرآنَ؟ فلا تقرؤوا بشيء من القرآن إذا جهرتُ إلا بأمِّ القرآن» (¬٣).
وأيضًا فقد تقدَّم حديث أبي قلابة، وقوله: «فلا تفعلوا إلا أن يقرأ أحدكم بأمِّ القرآن» (¬٤).
وأيضًا فقد تقدَّم حديث ابن عمر وحديث أبي هريرة (¬٥) ورجال من الصحابة في قراءة الفاتحة مع جهر الإمام. ويُحمَل الأمر بالإنصات في حال غير قراءة الفاتحة جمعًا بين العامِّ والخاص.
فإن قيل: فهلَّا أوجبتم القراءة على المأموم بهذا التقرير, لا سيما مع قوله: «لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب» (¬٦). وروى الدارقطني (¬٧) عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدِّه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من صلَّى صلاةً مع إمام،
---------------
(¬١) في المطبوع: «فقال»، والمثبت من الأصل.
(¬٢) زيادة يقتضيها السياق، من «سنن الدارقطني».
(¬٣) أخرجه أبو داود (٨٢٤). واللفظ للدارقطني (١٢١٧ - نشرة التركي).
(¬٤) سيأتي تخريجه.
(¬٥) تقدم تخريجهما.
(¬٦) تقدم تخريجه.
(¬٧) «السنن» (١/ ٣٢٠) ــ ومن طريقه البيهقي في «القراءة خلف الإمام» (١٤٣) ـ.
إسناده ضعيف، فيه محمد بن عبد الله بن عبيد، قال الدارقطني: «ضعيف»، وقال الذهبي في «تنقيح التحقيق» (١/ ١٥٥): «محمد بن عبد الله هو المحرم واه».

الصفحة 735