كتاب شرح عمدة الفقه - ابن تيمية - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 2)

السنَّة المجمَع عليها, المستفيضة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. فإن تركها ناسيًا فلا بأس, وإن تركها عامدًا كُرِه له ذلك. نصَّ عليه.
ويفتتحها بالبسملة, كما تقدَّم عن ابن عمر, وروي مرفوعًا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - (¬١).
فأما ما ذكره من مقدار القراءة، فلما روى سليمان بن يسار عن أبي هريرة قال: ما رأيتُ رجلًا أشبهَ برسول الله - صلى الله عليه وسلم - من فلان الإمام, كان بالمدينة. قال سليمانُ: فصلَّيتُ خلفه, فصار يطيل الأوليين من الظهر, ويخفِّف العصر. ويقرأ في الأوليين من المغرب بقصار المفصَّل, وفي الأوليين [ص ٢٩٩] من العشاء من وسط المفصَّل, ويقرأ في الغداة بطوال المفصَّل. رواه أحمد والنسائي وأبو داود (¬٢).
وله (¬٣) في رواية أحمد (¬٤): قال الضحاك بن عثمان: وحدَّثني من سمع أنسَ بن مالك يقول: ما رأيتُ أحدًا أشبهَ صلاةً برسول الله - صلى الله عليه وسلم - من هذا الفتى، يعني عمر بن عبد العزيز. قال الضحاك: فصلَّيتُ خلفَ عمر بن عبد العزيز، فكان يصنع مثل ما قال سليمان بن يسار.
---------------
(¬١) تقدم تخريجه.
(¬٢) أحمد (٨٣٦٦)، والنسائي (٩٨٢) , وابن ماجه (٨٢٧).

صححه ابن خزيمة (٥٢٠)، وابن حبان (١٨٣٧)، ولم أجده عند أبي داود، ولم يعزه إليه المزي في «تحفة الأشراف» (١٠/ ١٠٧).
(¬٣) كذا في الأصل والمطبوع.
(¬٤) برقم (٨٣٦٦).

الصفحة 761