كتاب شرح عمدة الفقه - ابن تيمية - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 2)

وعن جابر بن سمرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ في الفجر بـ {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} [ق: ١] ونحوها. وكانت صلاته بعدُ إلى تخفيف (¬١). وفي رواية: كان يقرأ في الظهر والعصر: {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ} [الطارق: ١] , {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ} [البروج: ١] , ونحوهما من السورة (¬٢).
وعن جابر بن عبد الله أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال لمعاذ لما طوَّل في العشاء: «أفاتن أنت؟ فلولا صليتَّ بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} , {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} , {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى}؟» متفق عليه (¬٣).
كتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى أن اقرأ بالناس في الفجر بطوال المفصَّل, وفي العشاء بوسط المفصَّل, وفي المغرب بآخر المفصَّل. رواه حرب (¬٤).
ويُستحبُّ له أن يطيل الظهر بقدر ثلاثين آية, والعصر على النصف من ذلك, مثل ما روى أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ في صلاة الظهر في الركعتين الأوليين في كلِّ ركعة بقدر ثلاثين, وفي الأخريين قدر قراءة خمس عشرة آية, أو قال: نصف ذلك, وفي العصر في الركعتين
---------------
(¬١) أخرجه مسلم (٤٥٨).
(¬٢) أخرجها أحمد (٢٠٩٨٢)، والترمذي (٣٠٧) وأبو داود (٨٠٥)، والنسائي (٩٧٩).
(¬٣) البخاري (٧٠٥) ومسلم (٤٦٥).
(¬٤) كذا في الأصل. وفي «المغني» (٢/ ٢٧٥): «رواه أبو حفص بإسناده». وقد أخرجه عبد الرزاق (٢٦٧٢)، وابن أبي شيبة (٣٦١٤ - ٣٦٣١).

الصفحة 762