كتاب شرح عمدة الفقه - ابن تيمية - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 2)
فإنه يُفهَم منه فعلُها مع الإخلال بالمحافظة.
ومثل ذلك ما روى أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إنَّ أول ما يحاسَب به العبد يوم القيامة: الصلاة المكتوبة. فإن أتمَّها وإلا قيل: انظُروا هل له (¬١) من تطوُّع؟ فإنْ كان له تطوُّعٌ (¬٢) أُكمِلَت (¬٣) الفريضة من تطوعه. ثم يُفعَل بسائر الأعمال المفروضة مثلُ ذلك» رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه والترمذي وقال: حديث حسن (¬٤) (¬٥).
وأيضًا فإن الإيمان عند أهل السنة والجماعة قول وعمل، كما دلَّ عليه
---------------
(¬١) «له» ساقط من المطبوع.
(¬٢) «فإن ... تطوع» ساقط من الأصل لانتقال النظر.
(¬٣) في المطبوع: «فأكملت». لم يفطن للسقط في الأصل، فأصلح العبارة بزيادة الفاء دون إشارة إلى صنيعه.
(¬٤) في طبعتي شاكر وبشار (٤١٣): «حسن غريب».
(¬٥) أحمد (٧٩٠٢)، وأبو داود (٨٦٥)، وابن ماجه (١٤٢٥)، والترمذي (٤١٣)، والنسائي (٤٦٦).
في إسناده مقال؛ اختلف فيه اختلافًا كثيرًا، قال المزي في «تهذيب الكمال» (٣/ ٣٤٦): «هو حديث مضطرب، منهم من رفعه، ومنهم من شك في رفعه، ومنهم من وقفه، ومنهم من قال: عن الحسن، عن رجل من بني سليط، عن أبي هريرة، ومنهم من قال: عن الحسن، عن أبي هريرة». وقال الترمذي: «حديث حسن غريب من هذا الوجه» ثم أشار إلى بعض أوجه الاختلاف في إسناده، وصححه ابن القطان في «بيان الوهم» (٥/ ٢٢٩) وغيره. وله شواهد من حديث أنس بن مالك وتميم الداري وغيرهما يشد بعضها بعضًا.
انظر: «العلل» للدارقطني (٨/ ٢٤٤ - ٢٤٨)، «فتح الباري» لابن رجب (٣/ ٣٦٠ - ٣٦٢).