كتاب شرح عمدة الفقه - ابن تيمية - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 2)
الزكاة (¬١) قيل: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ}. وإذا (¬٢) ذكرت المناسك قيل: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} [الكوثر: ٢]، {إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي} [الأنعام: ٦٢]. وإن ذكر الصوم (¬٣) قيل: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} [البقرة: ٤٥]، فإنَّ الصبر المعدود من المباني (¬٤) هو الصوم، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: [٢٣٤/ب] «صومُ شهرِ الصَّبر وثلاثةِ أيام من كلِّ شهر» (¬٥).
الخامس: أنَّ الله أمر نبيَّه أن يأمر أهله بالصلاة والاصطبار عليها (¬٦) فقال: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا} [طه: ١٣٢]، مع أنه مأمور بالاصطبار على جميع العبادات لقوله (¬٧): {وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ} [مريم: ٦٥]، وبإنذارهم بجميع الأشياء لقوله: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: ٢١٤].
---------------
(¬١) كلمة «الزكاة» ساقطة من الأصل.
(¬٢) في (ف): «وإن».
(¬٣) كذا قال هنا. وفي مواضع أخرى من كتبه فسَّر الصبر في الآية بالمعنى المعروف. وله رسالة مستقلة في تفسير قوله تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ} ضمن «جامع الرسائل» (١/ ٨١ - ٨٤). وانظر: «قاعدة في الصبر» (ص ٧٤) و «جامع المسائل» (٦/ ٣١٥).
(¬٤) يعني: مباني الإسلام الخمسة. وفي الأصل: «في المباني»، والمثبت من (ف). وفي المطبوع: «المثاني»، تصحيف.
(¬٥) أخرجه من حديث أبي هريرة أحمد (٧٥٧٧)، والنسائي (٢٤٠٨).
رجال إسناده ثقات، وصححه البوصيري في «إتحاف الخيرة» (٣/ ٧٢).
وفي الباب عن أبي ذر وعلي وابن عباس وغيرهم، انظر: «إرواء الغليل» (٤/ ٩٩).
(¬٦) «والاصطبار عليها» ساقط من الأصل.
(¬٧) في (ف): «بقوله» هنا وفيما يأتي.