كتاب شرح عمدة الفقه - ابن تيمية - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 2)
باب الأذان والإقامة
الأذان: اسم (¬١) مصدر أذَّن يؤذِّن تأذينًا وأذانًا وأذِينًا (¬٢). وهو الإعلام الرفيع المدرَك بالسمع. ومنه قوله تعالى: {ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ} [يوسف: ٧٠] وقوله تعالى: {وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ (¬٣) يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ} [التوبة: ٣]. سُمِّي بذلك لأنَّ المؤذِّن يُعلِم الناسَ بمواقيت الصلاة. ويُسمَّى «النداء» من قولك: ناديتُ فلانًا، إذا دعوتَه دعاءً رفعتَ به الصوتَ، لأن المؤذن يدعو الناس إلى الصلاة بصوت رفيع (¬٤).
والإقامةُ أيضًا تسمَّى «الأذان الثاني» و «النداء الثاني». وإنما سُمِّيت إقامةً لأن إقامة الصلاة هي (¬٥) تفسِّر فعلَ الصلاة، من قولهم: قامت الحرب، وقامت السوق؛ لأن الشيء إذا أُتيَ به تامًّا كاملًا فهو قائم، بخلاف ما لم يَقُم (¬٦) فإنه يكون ناقصًا. وأول ما يُشرَع في إقامة الصلاة إذا نودي النداء الثاني، إذ الأول: إعلامٌ بالوقت، والثاني: إعلام بالفعل.
---------------
(¬١) كلمة «اسم» لم ترد في الأصل.
(¬٢) في المطبوع: «إيذانًا»، والصواب ما أثبت من النسختين.
(¬٣) هنا انتهت القطعة المحفوظة في مكتبة الملك فهد الوطنية.
(¬٤) وقع «بصوت رفيع» في الأصل بعد «رفعتَ به الصوتَ»، ولعله كان في حاشية النسخة التي نُقل منها، فوضعه الناسخ في غير موضعه. وقد حذفه في المطبوع دون إشارة!
(¬٥) «هي» ساقط من المطبوع.
(¬٦) في الأصل: «يفهم». وصوابه من المطبوع.