كتاب شرح عمدة الفقه - ابن تيمية - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 3)
(¬١) كتاب الصيام (¬٢)
جِماعُ معنى الصيام في أصل اللغة: الكفّ والإمساك والامتناع (¬٣)، وذلك هو السكون وضدّه الحركة، ولهذا قرَن الله تعالى بين الصوم والصلاة؛ لأن الصلاةَ حركةٌ إلى الحق، والصومَ سكونٌ عن الشهوات، فيعمّ الإمساك عن القول والعمل من الناس والدوابّ وغيرها.
قال أبو عبيدة (¬٤): كلُّ ممسك عن طعام أو كلام أو سَيْر فهو صائم.
وقال الخليل (¬٥): الصيام قيام بلا عمل. والصيام الإمساك عن الطعام، وقد قال تعالى: {إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا} [مريم: ٢٦]، أي: صمتًا. ويقال: صامَ الفرسُ، إذا قام على غير اعتلاف، ويقال: هو الذي أمسك عن الصهيل، قال النابعة الذُّبياني (¬٦):
---------------
(¬١) قبله في النسختين: «بسم الله الرحمن الرحيم، (وبه نستعين، وعليه نتوكل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم [ق])، الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أرسله الله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون. قال شيخ الإسلام تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية الحراني - رضي الله عنه -».
(¬٢) ينظر «المستوعب»: (١/ ٤٠٠)، و «المغني»: (٤/ ٣٢٣)، و «الفروع»: (٤/ ٤٠٣)، و «الإنصاف»: (٧/ ٣٢٣).
(¬٣) ينظر «مقاييس اللغة»: (٣/ ٣٢٣) لابن فارس.
(¬٤) بنحوه في «مجاز القرآن»: (٢/ ٦).
(¬٥) في كتاب «العين»: (٧/ ١٧١).
(¬٦) «ديوانه» (ص ٢٤٠).
الصفحة 3
742