كتاب شرح عمدة الفقه - ابن تيمية - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 3)

وقد قيل: إنه عُنِيَ بقوله: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ} [البقرة: ٤٥]؛ لأن الصائم يصبرُ نفسَه عن شهواتها (¬١).
وسُمّي أيضًا: السياحة (¬٢).
والصوم خمسة أنواع: الصوم المفروض بالشرع، وهو صوم شهر رمضان أداءً وقضاءً، والصوم الواجب في الكفارات، والواجب بالنذر، وصوم التطوع.

مسألة (¬٣): (ويجبُ صيامُ رمضانَ على كلِّ مسلمٍ بالغٍ عاقلٍ قادرٍ على الصومِ، ويؤمَرُ به الصبيُّ إذا أطاقَه).
في هذا [ق ٢] الكلام فصول:
أحدها: أن صيام رمضان فرضٌ في الجملة
وهذا من العلم العام الذي توارثَتْه الأمةُ خلَفًا عن سَلَف، وقد دلَّ عليه الكتابُ والسنةُ والإجماع.
أما الكتاب فقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ} إلى قوله: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ
---------------
(¬١) جاء في ذلك أثر عن مجاهد وغيره، ينظر «تفسير ابن أبي حاتم»: (١/ ١٠٢).
(¬٢) جاء في ذلك أحاديث وآثار، ينظر «تفسير الطبري»: (١٤/ ٥٠٢ - ٥٠٣) في تفسير قوله تعالى: {السَّائِحُونَ} [التوبة: ١١٢].
(¬٣) ينظر «المستوعب»: (١/ ٤٠٠)، و «المغني»: (٤/ ٣٢٣)، و «الفروع»: (٤/ ٤٢٨)، و «الإنصاف»: (٧/ ٣٥٤).

الصفحة 5